باب الأكسية والخمائص

5478 حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم قالا لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا [ ص: 289 ]

التالي السابق

الشرح

[ ص: 289 ] قَوْلُهُ : ( بَابُ الْأَكْسِيَةِ وَالْخَمَائِصِ ) جَمْعُ خَمِيصَةٍ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ ، وَهِيَ كِسَاءٌ مِنْ صُوفٍ أَسْوَدَ أَوْ خَزٍّ مُرَبَّعَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ ، وَلَا يُسَمَّى الْكِسَاءُ خَمِيصَةً إِلَّا إِنْ كَانَ لَهَا عَلَمٌ . وَذَكَرَ فِيهِ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ :

الْأَوَّلُ وَالثَّانِي عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ قَالَا " لَمَّا نُزِلَ " بِضَمِّ أَوَّلِهِ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ وَالْمُرَادُ نُزُولُ الْمَوْتِ ، وَقَوْلُهُ : " طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ " أَيْ يَجْعَلُهَا عَلَى وَجْهِهِ مِنَ الْحُمَّى " فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي التَّحْذِيرِ مِنَ اتِّخَاذِ الْقُبُورِ مَسَاجِدَ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي كِتَابِ الْجَنَائِزِ .

( تَنْبِيهٌ ) : ذَكَرَ أَبُو عَلِيٍّ الْجَيَّانِيُّ أَنَّهُ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْأَصِيلِيِّ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيِّ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الزُّهْرِيِّ " عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : " وَقَوْلُهُ : " عَنْ أَبِيهِ " وَهَمٌ وَهِيَ زِيَادَةٌ لَا حَاجَةَ إِلَيْهَا .

[ ص: 289 ] قوله : ( باب الأكسية والخمائص ) جمع خميصة بالخاء المعجمة والصاد المهملة ، وهي كساء من صوف أسود أو خز مربعة لها أعلام ، ولا يسمى الكساء خميصة إلا إن كان لها علم . وذكر فيه أربعة أحاديث :

الأول والثاني عن عائشة وابن عباس قالا " لما نزل " بضم أوله على البناء للمجهول والمراد نزول الموت ، وقوله : " طفق يطرح خميصة له على وجهه " أي يجعلها على وجهه من الحمى " فإذا اغتم كشفها " وذكر الحديث في التحذير من اتخاذ القبور مساجد ، وقد تقدم شرحه في كتاب الجنائز .

( تنبيه ) : ذكر أبو علي الجياني أنه وقع في رواية أبي محمد الأصيلي عن أبي أحمد الجرجاني في هذا الإسناد عن الزهري " عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن عائشة وابن عباس قال : " وقوله : " عن أبيه " وهم وهي زيادة لا حاجة إليها .