الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              [ ص: 321 ] وأخطأت واحدة ، لأخذوا الواحدة وتركوا التسع وتسعين .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا ابن فضيل ، عن ابن شبرمة ، قال : سمعت الشعبي يقول : ما كتبت سوداء في بيضاء قط ، وما سمعت عن رجل حديثا قط فأردت أن يعيده علي . قال ابن شبرمة : وكنت أمشي مع الشعبي إلى أهله ، فقال : احملني وأحملك - يعني حدثني وأحدثك .

              حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ، ثنا إبراهيم بن سعدان ، ثنا بكر بن بكار ، ثنا عمر بن ذر ، قال : أقبلت أنا وأبي دار عامر ، فقال له أبي : يا أبا عمرو ، قال : لبيك . قال : ما تقول فيما قال فيه الناس من هذين الرجلين ؟ قال عامر : أي هذين الرجلين ؟ قال : علي وعثمان . قال : إني والله لغني أن أجيء يوم القيامة خصيما لعلي وعثمان رضي الله تعالى عنهما ، وغفر لنا ولهما .

              حدثنا محمد بن إسحاق ، ثنا إبراهيم بن سعدان ، ثنا بكر بن بكار ، ثنا ابن عون ، عن الشعبي أنه قال :إن الذي يفسر القرآن برأيه إنما يرويه عن ربه .

              حدثنا محمد بن إسحاق ، ثنا إبراهيم بن سعدان ، ثنا بكر بن بكار ، ثنا عمر بن بشر بن قيس بن هاني أبو هاني الهمداني ، قال : سئل عامر الشعبي وأنا أسمع عنه هذه الآية : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) الآية ، قال : السبيل من يسر الله له ، وغنى الله عمن كفر من العالمين ، فإن الله عنه غني .

              حدثنا محمد بن عبد الله سنين ، ثنا الحسن بن علي بن نصر ، ثنا محمد بن عبد الكريم ، ثنا الهيثم بن عدي ، ثنا مجالد ، عن الشعبي . وأبو عاصم محمد بن أبي عاصم ، عن الشعبي ، قال : غزا رجل من المسلمين من الأنصار وأوصى جارا له بأهله ، قال : فكان يهودي يأتي أهله ، فذكر ذلك للرجل ، فرصده ليلة فإذا هو مستلق على فراش الرجل واضعا إحدى رجليه على الأخرى وهو يقول :


              وأشعث غره الإسلام مني خلوت بعرسه يوم التمام     أبيت على ترائبها ويضحي
              على قباء لاحقة الحزام [ ص: 322 ]     كأن مجامع الربلات منها
              فئام قد جمعن إلى فئام



              قال : فنزل الرجل فقمصه بسيفه حتى قتله ، فلما أصبح ذكر ذلك لعمر رضي الله تعالى عنه ، فقال : أعزم على من كان يعلم من هذا شيئا إلا قام . فقام الرجل وقال : كان من أمره كيت وكيت . فخبره بالقصة ، فقال عمر رضي الله تعالى عنه : إن عادوا فعد .

              حدثنا محمد بن عبد الله الكاتب ، ثنا الحسن بن علي بن نصر الطوسي ، ثنا محمد بن عبد الكريم ، ثنا الهيثم بن عدي ، أنبأنا مجالد ، وابن عياش ، عن الشعبي قال : بينما - عمر يعس بالمدينة إذ مر بامرأة في بيت وهي تقول :


              هل من سبيل إلى خمر فأشربها     أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج



              وكان رجلا جميلا ، فقال - عمر : أما وأنا والله حي فلا . فلما أصبح بعث إلى نصر بن حجاج ، فقال : اخرج من المدينة . فلحق بالبصرة ، فنزل على مجاشع بن مسعود ، وكان خليفة أبي موسى ، وكانت لمجاشع امرأة جميلة شابة ، فبينما الشيخ جالس وعنده نصر بن حجاج إذ كتب في الأرض : أنا والله أحبك . فقالت هي - وهي في ناحية البيت - : وأنا والله . فقال الشيخ : ما قال لك ؟ فقالت : قال لي : ما أصفى لقحتكم هذه . فقال الشيخ : ما أصفى لقحتكم هذه وأنا والله ، ما هذه لهذه ، أعزم عليك لما أخبرتيني ، قالت : أما إذا عزمت فإنه قال :ما أحسن شوار بيتكم . فقال الشيخ : ما أحسن شوار بيتكم ، وأنا والله ما هذه لهذه . ثم حانت منه التفاتة فإذا هو بالكتاب ، ثم قال : علي بغلام من المكتب ، فقال : اقرأه ، فقال : أنا والله أحبك . فقال الشيخ : وأنا والله ، هذه لهذه ، اعتدي ، تزوجها يا ابن أخي إن أردت ، وكانوا لا يكتمون من أمرائهم شيئا ، فأتى أبا موسى فأخبره ، فقال : أقسم بالله ما أخرجك أمير المؤمنين من خير ، اخرج عنا ، فأتى فارس وعليها عثمان بن أبي العاص الثقفي ، فنزل على دهقانة فأعجبها فأرسلت إليه ، فبلغ ذلك عثمان بن أبي العاص فبعث إليه ، فقال : ما أخرجك أمير المؤمنين ، وأبو موسى من خير ، اخرج عنا . فقال : والله لئن [ ص: 323 ] فعلتم هذا لألحقن بالشرك . فكتب عثمان إلى أبي موسى ، وكتب أبو موسى إلى - عمر ، فكتب - عمر : " أن جزوا شعره ، وشمروا قميصه ، وألزموه المسجد " .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن إسماعيل ، ثنا عمرو بن مرزوق ، ثنا - شعبة ، عن منصور بن عبد الرحمن ، عن الشعبي ، قال : " أدركت خمسمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

              حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا أحمد بن موسى ، ثنا إسماعيل بن سعيد ، ثنا جرير ومروان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، أن الشعبي قال لرجل كانت له أمة فأسلمت على يديه ، فقال : " إسلامها على يديك خير لك مما طلعت عليه الشمس " .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا أحمد بن محمد ، ثنا سعدان بن نصر ، ثنا عبد العزيز بن أبان ، ثنا مالك بن مغول ، عن الشعبي قال : " ما بكيت من زمان إلا بكيت عليه " .

              حدثنا إبراهيم بن محمد المقري ، ثنا عمر بن سنان المنبجي ، ثنا أبو عبيدة ، ثنا محمد بن عمران ، قال : قال رجل للشعبي : إن فلانا عالم ، قال : " ما رأيت عليه بهاء العلم " ، قيل : وما بهاؤه ؟ قال : " السكينة ، إذا علم لا يعنف ، وإذا علم لا يأنف " .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا معاذ بن المثنى ، ثنا أبو بكر بن أبي الأسود ، ثنا حميد بن الأسود ، عن عيسى الحناط ، عن الشعبي ، قال : " إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان : العقل والنسك . فإن كان عاقلا ولم يكن ناسكا قيل : هذا أمر لا يناله إلا النساك ، فلم تطلبه ؟ وإن كان ناسكا ولم يكن عاقلا قيل : هذا أمر لا يطلبه إلا العقلاء ، فلم تطلبه ؟ قال الشعبي : " فقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما ، لا عقل ولا نسك " .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا سفيان ، عن ابن شبرمة ، عن الشعبي ، قال : " إذا عظمت الخلقة فإنما هي نداء أو نجاء " .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ثنا سفيان ، عن ابن [ ص: 324 ] شبرمة ، قال : قال الشعبي : اسقني أهون موجود ، وأشد مفقود- يعني الماء .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا سفيان ، قال : كان الشعبي يقول : يا ابن ذكوان ، جئت بها زيوفا وتذهب بها جيادا .

              حدثنا عمر بن أحمد بن حمدان ، ثنا محمد بن مخلد ، ثنا أبو علي بن عيسى ، ثنا محمد بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الرحمن بن مالك بن مغول ، عن أبيه ، قال : مزح الشعبي في بيته ، فقيل له : يا أبا عمرو وتمزح ؟ قال : قراء داخل وقراء خارج ، نموت من الغم .

              حدثنا أبي ، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، ثنا محمد بن الحارث القرشي ، ثنا محمد بن طلحة ، عن أبيه ، عن الشعبي ، قال : رزق صبيان هذا الزمان من العقل ما نقص من أعمارهم في هذا الزمان .

              حدثنا أبو بكر الآجري ، ثنا المفضل بن محمد الجندي ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري ، ثنا أبو يوسف القاضي ، عن مجالد ، عن الشعبي ، قال : نعم الشيء الغوغاء ؟ يسدون السيل ، ويطفئون الحريق ، ويشغبون على ولاة السوء .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، وأبو حامد بن جبلة ، قالا : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا أبو بكر بن شعيب بن الحجاب ، قال : رأيت الشعبي يمشي مع أبي وعليه إزار من كتان مورد ، فقال أبي : يا أبا عمرو ، أراك تجر إزارك! فضرب الشعبي يده على إليته ، فقال : ليس هاهنا شيء تحمله ، فقال له أبي : كم أتى عليك يا أبا عمرو ، فقال :


              نفسي تشكي إلى الموت موجفة     وقد حملتك سبعا بعد سبعينا
              إن تحدثي أملا يا نفس كاذبة     إن الثلاث يوافين الثمانينا



              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ، ثنا عبد العزيز بن أبان ، عن حماد بن عبد الله ، قال : سمعت الشعبي يقول : لا تمنعوا العلم أهله فتأثموا ، ولا تحدثوا به غير أهله فتأثموا .

              [ ص: 325 ] حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن القاسم ، ثنا خالد بن خداش ، قال : ثنا الهيثم بن عدي ، عن مجالد وابن عياش ، عن الشعبي ، قال : كانت أخت الشعبي عند أعشى همذان ، وكانت أخت أعشى همذان عند الشعبي ، فقال الأعشى : يا أبا عمرو ، رأيت كأني دخلت بيتا فيه حنطة وشعير ، فقبضت بيميني قبضة حنطة ، وقبضت بيساري قبضة شعير ، ثم خرجت فنظرت فإذا في يميني شعير ، وإذا في يساري حنطة ، قال : لئن صدقت رؤياك لتستبدلن القرآن بالشعر ، فقال الأعشى الشعر بعد ما كبر ، وكان قبل ذلك إمام الحي ومقرئهم .

              حدثنا أبو سعيد محمد بن علي بن محارب النيسابوري ، ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي ، ثنا يعقوب بن كعب الحلبي ح .

              وحدثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا أبو العباس زنجويه ، ثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي ح .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية