الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما فرغ من ترغيبهم في القرآن بأنه من عند الله وأنه مصدق لكتابهم وفي جبريل بأنه الآتي به بإذن الله ومن ترهيبهم من عداوته أتبعه مدح هذا القرآن ، وأنه واضح الأمر لمريد الحق وإن كفر به منهم أو من غيرهم فاسق أي : خارج عما يعرف من الحق فإنه بحيث لا يخفى على أحد فقال تعالى عطفا على قوله : فإنه نـزله على قلبك بإذن الله أو قوله : ولقد جاءكم موسى بالبينات أو على ما تقديره : فلقد بان بهذا الذي نزله جبريل عليه السلام أن الآخرة ليست خالصة لهم وأنهم [ ص: 70 ] ممن أحاطت به خطيئته لكفره : ولقد أنـزلنا : بعظمتنا في ذلك وغيره ، إليك وأنت أعظم الخلق ، آيات بينات في الدلالة على صدقك وصحة أمرك ، والبينة الدلالة الفاصلة بين القصة الصادقة والكاذبة ، ففسقوا بكفرهم بها ، وما يكفر بها منهم ومن غيرهم إلا الفاسقون الذين الفسق لهم صفة لازمة ، وعن الحسن أن الفسق إذا استعمل في نوع من المعاصي وقع على أعظمه من كفر وغيره ، [ ص: 71 ] وفي ذلك رجوع إلى وصف الكتاب الذي هو مقصود السورة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية