الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 118 ] قوله تعالى : وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض فيه قولان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : يعني أرض مكة ، لأن المهاجرين سألوا الله ذلك ، قاله النقاش .

                                                                                                                                                                                                                                        والثاني : بلاد العرب والعجم ، قاله ابن عيسى .

                                                                                                                                                                                                                                        روى سليم بن عامر عن المقدام بن الأسود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يبقى على الأرض بيت حجر ولا مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام بعز عزيز أو ذل ذليل ، إما يعزهم فيجعلهم من أهلها ، وإما يذلهم فيدينون لها .

                                                                                                                                                                                                                                        كما استخلف الذين من قبلهم فيه قولان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: يعني بني إسرائيل في أرض الشام .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : داود وسليمان .

                                                                                                                                                                                                                                        وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم يعني دين الإسلام وتمكينه أن يظهره على كل دين .

                                                                                                                                                                                                                                        وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا لأنهم كانوا مطلوبين فطلبوا ، ومقهورين فقهروا .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 119 ] يعبدونني لا يشركون بي شيئا فيه أربعة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : لا يعبدون إلها غيري ، حكاه النقاش .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : لا يراءون بعبادتي أحدا .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : لا يخافون غيري ، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع : لا يحبون غيري ، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        قال الضحاك : هذه الآية في الخلفاء الأربعة : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي رضي الله عنهم وهم الأئمة المهديون ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : الخلافة بعدي ثلاثون سنة .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية