الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين

                                                                                                                                                                                                                                      وما تنقم منا ; أي : وما تنكر وتعيب منا .

                                                                                                                                                                                                                                      إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا وهو خير الأعمال وأصل المفاخر ، ليس مما يتأتى لنا العدول عنه طلبا لمرضاتك ، ثم أعرضوا عن مخاطبته إظهارا لما في قلوبهم من العزيمة على ما قالوا وتقريرا له .

                                                                                                                                                                                                                                      ففزعوا إلى الله عز وجل وقالوا : ربنا أفرغ علينا صبرا ; أي : أفض علينا من الصبر ما يغمرنا كما يغمر الماء ، أو صب علينا ما يطهرنا من أوضار الأوزار وأدناس الآثام ، وهو الصبر على وعيد فرعون .

                                                                                                                                                                                                                                      وتوفنا مسلمين ثابتين على ما رزقتنا من الإسلام غير مفتونين من الوعيد ، قيل : فعل بهم ما أوعدهم به ، وقيل : لم يقدر عليه ; لقوله تعالى : أنتما ومن اتبعكما الغالبون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية