الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب الجعد

                                                                                                                                                                                                        5560 حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمعه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير وليس بالأبيض الأمهق وليس بالآدم وليس بالجعد القطط ولا بالسبط بعثه الله على رأس أربعين سنة فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين وتوفاه الله على رأس ستين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء [ ص: 369 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 369 ] قوله : ( باب الجعد ) هو صفة الشعر ، يقال شعر جعد بفتح الجيم وسكون المهملة وبكسرها . ذكر فيه سبعة أحاديث :

                                                                                                                                                                                                        الحديث الأول حديث أنس في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد تقدم شرحه في المناقب ، والمقصود منه هنا قوله " وليس بالجعد القطط ولا بالسبط " أي إن شعره كان بين الجعودة والسبوطة ، وقد تقدم بيان ذلك في [ ص: 370 ] المناقب ، وأن الشعر الجعد هو الذي يتجعد كشعور السودان ، وأن السبط هو الذي يسترسل فلا يتكسر منه شيء كشعور الهنود ، والقطط - بفتح الطاء - البالغ في الجعودة بحيث يتفلفل ، وقوله : " وليس في لحيته عشرون شعرة بيضاء " تقدم في المناقب بيان الاختلاف في تعيين العدد المذكور ومما لم يتقدم هناك أن في حديث الهيثم بن دهر عند الطبراني ثلاثون شعرة عددا وسنده ضعيف ، والمعتمد ما تقدم أنهن دون العشرين . الحديث الثاني حديث البراء ،




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية