الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون .

                                                                                                                                                                                                                                      أوكلما عاهدوا عهدا : الهمزة للإنكار؛ والواو للعطف على مقدر؛ يقتضيه المقام؛ أي: أكفروا بها وهي في غاية الوضوح؟ وكلما عاهدوا عهدا؛ ومن جملة ذلك ما أشير إليه في قوله (تعالى): وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا ؛ من قولهم للمشركين: قد أظل زمان نبي يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عاد وإرم؛ وقرئ بسكون الواو؛ على أن تقدير النظم الكريم: وما يكفر بها إلا الذين فسقوا؛ أو نقضوا عهودهم مرارا كثيرة؛ وقرئ: "عوهدوا"؛ و"عهدوا"؛ وقوله (تعالى): عهدا : إما مصدر مؤكد لـ "عاهدوا"؛ من غير لفظه؛ أو مفعول له على أنه بمعنى "أعطوا العهد"؛ نبذه فريق منهم أي: رموا بالزمام؛ ورفضوه؛ وقرئ: "نقضه"؛ وإسناد النبذ إلى فريق منهم لأن منهم من لم ينبذه؛ بل أكثرهم لا يؤمنون : أي بالتوراة؛ وهذا دفع لما يتوهم من أن النابذين هم الأقلون؛ وأن من لم ينبذ جهارا فهم يؤمنون بها سرا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية