الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان هذا في الحقيقة نقضا لما أخذه الله على العباد بعهد العقل، أتبعه نقضا حقيقيا، فقال مبينا لحالهم عند كل آية، ولعله عبر بما يشملها ولم ينص على التكرار؛ لأن ذلك كاف فيما ذكر من النقض والفسق: ولما وقع عليهم الرجز يعني العذاب المفصل الموجب للاضطراب قالوا يا موسى ادع لنا ربك أي: المحسن إليك، ولم يسمحوا كبرا وشماخة أن يعرفوا به ليقولوا: ربنا بما عهد عندك أي: من النبوة التي منها هذا البر الذي تراه يصنعه بك; ثم أكدوا العهد بقولهم استئنافا [ ص: 43 ] أو تعليلا: لئن كشفت عنا الرجز أي: العذاب الذي اضطربت قلوبنا وجميع أحولنا له لنؤمنن لك أي: لنجعلنك آمنا من التكذيب بإيقاع التصديق، ويكون ذلك خالصا لأجلك وخاصا بك ولنرسلن معك أي: في صحبتك، لا نحبس أحدا منكم عن الآخر بني إسرائيل أي: كما سألت; ودل على قرب الإجابة بالفاء في قوله:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية