الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون

                                                                                                                                                                                                                                      131 - فإذا جاءتهم الحسنة الصحة، والخصب قالوا لنا هذه أي: هذه التي نستحقها وإن تصبهم سيئة جدب، ومرض. يطيروا أصله: يتطيروا، فأدغمت التاء في الطاء; لأنها من طرف اللسان وأصول الثنايا بموسى ومن معه تشاءموا بهم، وقالوا: هذه بشؤمهم، ولولا مكانهم لما أصابتنا، وإنما دخل "إذا" في الحسنة، وعرفت الحسنة، و "إن" في السيئة، ونكرت السيئة; لأن جنس الحسنة وقوعه كالكائن لكثرته، وأما السيئة فلا تقع إلا في الندرة، ولا يقع إلا شيء منها ألا إنما طائرهم سبب خيرهم، وشرهم عند الله في حكمه ومشيئته، والله هو الذي يقدر ما يصيبهم من الحسنة والسيئة قل كل من عند الله [النساء: 78] ولكن أكثرهم لا يعلمون ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية