الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6537 [ ص: 578 ] 8 - باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - :" لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان دعواهما واحدة "

                                                                                                                                                                                                                              6935 - حدثنا علي ، حدثنا سفيان ، حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة " . [ انظر : 85 - مسلم : 157 - فتح 12 302 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ثم ساقه كذلك من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا .

                                                                                                                                                                                                                              فيه : إخبار عن المغيبات بحدوث الفتنة وقتال المسلمين بعضهم لبعض ، وذلك من أعلام نبوته ، ومعنى دعواهما : دينهما أو دعواهما في الحق عند أنفسهما واجتهادهما ، ويقتل بعضهم بعضا . وقد جاء في الكتاب والسنة الأمر بقتال الفئة الباغية إذا تبين بغيها ، قال الله تعالى فإن بغت إحداهما على الأخرى [ الحجرات : 9 ] .

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن أبي زيد : قال من لقينا من العلماء : معنى ذلك إذا بغت قبيلة على قبيلة فقاتلتها حمية وعصبية وفخرا بالأنساب وغير ذلك من الثائرة رغبة عن حكم الإسلام ، فعلى الإمام أن يفرق جماعتهم ، فإن لم يقدر فليقاتل من تبين له ظلمه لصاحبه ، وحلت دماؤهم حتى يقهروا ، فإن تحققت الهزيمة عليهم وأيس من عودتهم فلا يقتل منهزمهم ولا يجار على جريحهم ، وإن لم تتحقق الهزيمة ولا يؤمن رجوعهم فلا بأس بذلك ولا بأن يقتل الرجل في القتال معه أخاه ، وذا قرابته وجده لأبيه وأمه ، فأما الأب فلا .

                                                                                                                                                                                                                              وقال أصبغ : يقتل أباه وأخاه ولا تصاب أموالهم ولا حرمهم ، فإن قدر على كف الطائفتين وترك القتال فلكل فريق طلب ( الفريق ) الآخر

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 579 ] بما جرى بينهم في ذلك من دم ومال ، ولا يهدر شيء من ذلك خلاف ما كان على تأويل القرآن ، وقال : تعقبه ابن حبيب ( بذلك ) .

                                                                                                                                                                                                                              وقال الداودي : هاتان الفئتان هما - إن شاء الله - أصحاب الجمل ، وزعم علي - رضي الله عنه - أن طلحة والزبير - رضي الله عنهما - بايعاه فتعلق بذلك ، وزعم طلحة والزبير أن الأشتر النخعي أكرههما على المشي إلى علي . وأخذ موسى هارون يجره إليه على التأويل وشدة الغضب في الله ، فلم يعب الله ذلك من فعله ، وقال عمر في حاطب : دعني أضرب عنقه فإنه منافق .

                                                                                                                                                                                                                              وقال أسيد بن حضير لسعد بن عبادة : أنت منافق تجادل عن المنافقين ، ولم يكن منافقا ، وعذر النبي - صلى الله عليه وسلم - أسيدا بالتأويل .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية