قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=75وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا
فيه ثلاث مسائل :
الأولى :
nindex.php?page=treesubj&link=28975قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=75وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله حض على الجهاد ، وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب ،
[ ص: 241 ] ويفتنونهم عن الدين ؛ فأوجب تعالى
nindex.php?page=treesubj&link=7921_7920_7918الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده ، وإن كان في ذلك تلف النفوس .
nindex.php?page=treesubj&link=24006وتخليص الأسارى واجب على جماعة المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال ؛ وذلك أوجب لكونها دون النفوس إذ هي أهون منها . قال
مالك : واجب
nindex.php?page=treesubj&link=24006على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم . وهذا لا خلاف فيه ؛ لقوله عليه السلام (
nindex.php?page=hadith&LINKID=832653فكوا العاني ) وقد مضى في " البقرة " . وكذلك قالوا : عليهم أن يواسوهم فإن المواساة دون المفاداة .
nindex.php?page=treesubj&link=26601فإن كان الأسير غنيا فهل يرجع عليه الفادي أم لا ؛ قولان للعلماء ، أصحهما الرجوع .
الثانية : قوله تعالى : والمستضعفين عطف على اسم الله عز وجل ، أي وفي سبيل المستضعفين ، فإن خلاص المستضعفين من سبيل الله . وهذا اختيار
الزجاج وقاله
الزهري . وقال
محمد بن يزيد : أختار أن يكون المعنى وفي المستضعفين فيكون عطفا على السبيل ؛ أي وفي المستضعفين لاستنقاذهم ؛ فالسبيلان مختلفان . ويعني بالمستضعفين من كان
بمكة من المؤمنين تحت إذلال كفرة
قريش وأذاهم وهم المعنيون بقوله عليه السلام :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832654اللهم أنج nindex.php?page=showalam&ids=15493الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين . وقال
ابن عباس : كنت أنا وأمي من المستضعفين . في
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=98إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان فقال : كنت أنا وأمي ممن عذر الله ، أنا من الولدان وأمي من النساء .
الثالثة : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=75من هذه القرية الظالم أهلها القرية هنا
مكة بإجماع من المتأولين . ووصفها بالظلم وإن كان الفعل للأهل لعلقة الضمير . وهذا كما تقول : مررت بالرجل الواسعة داره ، والكريم أبوه ، والحسنة جاريته . وإنما وصف الرجل بها للعلقة اللفظية بينهما وهو الضمير ، فلو قلت : مررت بالرجل الكريم عمرو لم تجز المسألة ؛ لأن الكرم لعمرو فلا يجوز أن يجعل صفة لرجل إلا بعلقة وهي الهاء . ولا تثنى هذه الصفة ولا تجمع ، لأنها تقوم مقام الفعل ، فالمعنى أي التي ظلم أهلها ولهذا لم يقل الظالمين . وتقول : مررت برجلين كريم أبواهما حسنة جاريتاهما ، وبرجال كريم آباؤهم حسنة جواريهم . واجعل لنا من لدنك أي من عندك . وليا أي من يستنقذنا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=75واجعل لنا من لدنك نصيرا أي ينصرنا عليهم .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=75وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا
فِيهِ ثَلَاثُ مَسَائِلَ :
الْأُولَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28975قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=75وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَضٌّ عَلَى الْجِهَادِ ، وَهُوَ يَتَضَمَّنُ تَخْلِيصَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ أَيْدِي الْكَفَرَةِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَسُومُونَهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ،
[ ص: 241 ] وَيَفْتِنُونَهُمْ عَنِ الدِّينِ ؛ فَأَوْجَبَ تَعَالَى
nindex.php?page=treesubj&link=7921_7920_7918الْجِهَادَ لِإِعْلَاءِ كَلِمَتِهِ وَإِظْهَارِ دِينِهِ وَاسْتِنْقَاذِ الْمُؤْمِنِينَ الضُّعَفَاءِ مِنْ عِبَادِهِ ، وَإِنْ كَانَ فِي ذَلِكَ تَلَفُ النُّفُوسِ .
nindex.php?page=treesubj&link=24006وَتَخْلِيصُ الْأُسَارَى وَاجِبٌ عَلَى جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ إِمَّا بِالْقِتَالِ وَإِمَّا بِالْأَمْوَالِ ؛ وَذَلِكَ أَوْجَبُ لِكَوْنِهَا دُونَ النُّفُوسِ إِذْ هِيَ أَهْوَنُ مِنْهَا . قَالَ
مَالِكٌ : وَاجِبٌ
nindex.php?page=treesubj&link=24006عَلَى النَّاسِ أَنْ يَفْدُوا الْأُسَارَى بِجَمِيعِ أَمْوَالِهِمْ . وَهَذَا لَا خِلَافَ فِيهِ ؛ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ (
nindex.php?page=hadith&LINKID=832653فُكُّوا الْعَانِيَ ) وَقَدْ مَضَى فِي " الْبَقَرَةِ " . وَكَذَلِكَ قَالُوا : عَلَيْهِمْ أَنْ يُوَاسُوهُمْ فَإِنَّ الْمُوَاسَاةَ دُونَ الْمُفَادَاةِ .
nindex.php?page=treesubj&link=26601فَإِنْ كَانَ الْأَسِيرُ غَنِيًّا فَهَلْ يَرْجِعُ عَلَيْهِ الْفَادِي أَمْ لَا ؛ قَوْلَانِ لِلْعُلَمَاءِ ، أَصَحُّهُمَا الرُّجُوعُ .
الثَّانِيةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى : وَالْمُسْتَضْعَفِينَ عَطْفٌ عَلَى اسْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، أَيْ وَفِي سَبِيلِ الْمُسْتَضْعَفِينَ ، فَإِنَّ خَلَاصَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ سَبِيلِ اللَّهِ . وَهَذَا اخْتِيَارُ
الزَّجَّاجِ وَقَالَهُ
الزُّهْرِيُّ . وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ : أَخْتَارُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى وَفِي الْمُسْتَضْعَفِينَ فَيَكُونُ عَطْفًا عَلَى السَّبِيلِ ؛ أَيْ وَفِي الْمُسْتَضْعَفِينَ لِاسْتِنْقَاذِهِمْ ؛ فَالسَّبِيلَانِ مُخْتَلِفَانِ . وَيَعْنِي بِالْمُسْتَضْعَفِينَ مَنْ كَانَ
بِمَكَّةَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ تَحْتَ إِذْلَالِ كَفَرَةِ
قُرَيْشٍ وَأَذَاهُمْ وَهُمُ الْمَعْنِيُّونَ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832654اللَّهُمَّ أَنْجِ nindex.php?page=showalam&ids=15493الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ . فِي
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=98إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ فَقَالَ : كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ ، أَنَا مِنَ الْوِلْدَانِ وَأُمِّي مِنَ النِّسَاءِ .
الثَّالِثَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=75مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا الْقَرْيَةُ هُنَا
مَكَّةُ بِإِجْمَاعٍ مِنَ الْمُتَأَوِّلِينَ . وَوَصْفُهَا بِالظُّلْمِ وَإِنْ كَانَ الْفِعْلُ لِلْأَهْلِ لِعُلْقَةِ الضَّمِيرِ . وَهَذَا كَمَا تَقُولُ : مَرَرْتُ بِالرَّجُلِ الْوَاسِعَةِ دَارُهُ ، وَالْكَرِيمِ أَبُوهُ ، وَالْحَسَنَةِ جَارِيَتُهُ . وَإِنَّمَا وَصَفَ الرَّجُلَ بِهَا لِلْعُلْقَةِ اللَّفْظِيَّةِ بَيْنَهُمَا وَهُوَ الضَّمِيرُ ، فَلَوْ قُلْتَ : مَرَرْتُ بِالرَّجُلِ الْكَرِيمِ عَمْرٌو لَمْ تَجُزِ الْمَسْأَلَةُ ؛ لِأَنَّ الْكَرَمَ لِعَمْرٍو فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُجْعَلَ صِفَةً لِرَجُلٍ إِلَّا بِعُلْقَةٍ وَهِيَ الْهَاءُ . وَلَا تُثَنَّى هَذِهِ الصِّفَةُ وَلَا تُجْمَعُ ، لِأَنَّهَا تَقُومُ مَقَامَ الْفِعْلِ ، فَالْمَعْنَى أَيِ الَّتِي ظَلَمَ أَهْلُهَا وَلِهَذَا لَمْ يَقُلِ الظَّالِمِينَ . وَتَقُولُ : مَرَرْتُ بِرَجُلَيْنِ كَرِيمٍ أَبَوَاهُمَا حَسَنَةٍ جَارِيَتَاهُمَا ، وَبِرِجَالٍ كَرِيمٍ آبَاؤُهُمْ حَسَنَةٍ جَوَارِيهِمْ . وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ أَيْ مِنْ عِنْدِكَ . وَلِيًّا أَيْ مَنْ يَسْتَنْقِذُنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=75وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا أَيْ يَنْصُرُنَا عَلَيْهِمْ .