الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2484 باب من استعار من الناس الفرس

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب في بيان من استعار الفرس ، وهذا شروع في بيان أحكام العارية ، وفي رواية أبي ذر " الفرس والدابة " ، وفي رواية الكشميهني " وغيرها " ، وفي رواية ابن شبويه مثله لكن قال " وغيرهما " بالتثنية ، وفي كتاب صاحب التوضيح : بسم الله الرحمن الرحيم كتاب العارية . وغالب النسخ هذا ليس بموجود فيه ، وهذه النسخة أولى لأن العادة أن تتوج الأبواب بالكتاب ، والعارية بتشديد الياء وتخفيفها وتجمع على عواري ، وفيها لغة ثالثة : عارة ، حكاها الجوهري وابن سيده ، وحكاها المنذري فقال : عاراة ; بالألف . وقال الأزهري : عارة بتخفيف الراء بغير ياء ، مأخوذة من عار إذا ذهب وجاء ، ومنه سمي العيار لكثرة مجيئه وذهابه . وقال البطليوسي : هي مشتقة من التعاور وهو التناوب . وقال الجوهري : كأنها منسوبة إلى العار ; لأن طلبها عار وعيب . ورد عليه بوقوعها من الشارع ولا عار في فعله ، وفي الشرع العارية تمليك المنفعة بلا عوض ، وهو اختيار أبي بكر الرازي . وقال الكرخي والشافعي : هي إباحة المنافع حتى لا يملك المستعير إجارة ما استعاره ، ولو ملك المنافع لملك إجارتها ، والأول أصح لأن المستعير له أن يعير ، ولو كانت إباحة لما ملك ذلك ، وإنما لم يجز الإجارة لأنها أقوى وألزم من الإعارة ، والشيء لا يستتبع مثله فبالأحرى أن لا يستتبع الأقوى .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية