الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه ؛ " وقالوا " ؛ هو للنصارى؛ ومشركي العرب؛ لأن النصارى قالت: المسيح ابن الله؛ وقال مشركو العرب: الملائكة بنات الله؛ فقال الله - عز وجل -: بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون ؛ " القانت " ؛ في اللغة : المطيع؛ وقال الفراء: " كل له قانتون " : هذا خصوص إنما يعني به أهل الطاعة؛ والكلام يدل على خلاف ما قال؛ لأن قوله: " ما في السماوات والأرض كل له قانتون " ؛ " كل " ؛ إحاطة؛ وإنما تأويله: كل ما خلق الله في السماوات والأرض فيه أثر الصنعة - فهو قانت لله - والدليل على أنه مخلوق.

                                                                                                                                                                                                                                        و " القانت " ؛ في اللغة: القائم؛ أيضا؛ ألا ترى أن القنوت إنما يسمى به من دعا قائما في الصلاة " قانتا " ؛ فالمعنى: كل له قانت؛ مقر بأنه خالقه؛ لأن أكثر من يخالف ليس بدفع أنه مخلوق؛ وما كان غير ذلك فأثر الصنعة بين فيه؛ فهو قانت على العموم؛ وإنما القانت الداعي؛

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية