الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          تنبيهات

                                                          ( الأول ) اختلف بعض أهل الأداء في تعيين إحدى الهمزتين التي أسقطها أبو عمرو ومن وافقه ، فذهب أبو الطيب بن غلبون فيما حكاه عنه صاحب " التجريد " ، وأبو الحسن الحمامي فيما حكاه عنه أبو العز إلى أن الساقطة هي الثانية ، وهو مذهب الخليل بن أحمد وغيره من النحاة ، وذهب سائر أهل الأداء إلى أنها الأولى . وهو الذي قطع به غير واحد ، وهو القياس في المثلين ، وتظهر فائدة هذا الخلاف في المد قبل . فمن قال بإسقاط الأولى كان المد عنده من قبيل المنفصل ، ومن قال بإسقاط الثانية كان عنده من قبيل المتصل .

                                                          ( والثاني ) إذا أبدلت الثانية من المتفقتين حرف مد في مذهب من رواه عن الأزرق وقنبل وقع بعده ساكن - زيد في مد حرف المد المبدل لالتقاء الساكنين ، فإن لم يكن بعده ساكن لم يزد على مقدار حرف المد الساكن نحو هؤلا إن كنتم ، ( جا أمرنا ) وغير الساكن نحو في السماء إله ، جاء أحدهم ، أولياء أولئك ، وتقدم تحقيقه في باب المد والقصر .

                                                          ( الثالث ) إذا وقع بعد الثانية من المفتوحتين ألف في مذهب المبدلين أيضا ، وذلك في موضعين جاء آل لوط ، و جاء آل فرعون فهل تبدل الثانية فيهما كسائر الباب أم تسهل من أجل الألف بعدها ؟ قال الداني : اختلف أصحابنا في ذلك ، فقال بعضهم : لا يبدلها فيهما ; لأن بعدها ألفا فيجتمع ألفان واجتماعهما متعذر ، [ ص: 390 ] فوجب لذلك أن تكون بين بين لا غير ; لأن همزة بين بين في رتبة المتحركة ، وقال آخرون : يبدلها فيهما كسائر الباب ، ثم فيها بعد البدل وجهان : أن تحذف للساكنين ، والثاني أن لا تحذف ويزاد في المد ، فتفصل بتلك الزيادة بين الساكنين ، وتمنع من اجتماعهما . انتهى . وهو جيد ، وقد أجاز بعضهم على وجه الحذف الزيادة في المد على مذهب من روى المد عن الأزرق لوقوع حرف المد بعد همز ثابت ، فحكى فيه المد والتوسط والقصر ، وفي ذلك نظر لا يخفى ، والله أعلم .

                                                          ( الرابع ) إن هذا الذي ذكر من الاختلاف في تخفيف إحدى الهمزتين في هذا الباب ، إنما هو في حالة الوصل ، فإذا وقفت على الكلمة الأولى أو بدأت بالثانية حققت الهمز في ذلك كله لجميع القراء ، إلا ما يأتي في وقفحمزة وهشام في بابه ، والله تعالى أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية