ولما منعه الرؤية بعد طلبه إياها، وقابل ذلك بمحاسن الأفعال والأقوال، تشوف السامع إلى ما قوبل به من الإكرام، فاستأنف سبحانه الإخبار بما منحه به تسلية له عما منعه وأمرا بشكره بقوله:
nindex.php?page=treesubj&link=19605_28743_30491_31907_31910_34163_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144قال يا موسى [ ص: 80 ] مذكرا له نعمه في سياق دال على عظيم قدرها وإيجاب شكرها مسقطا عنه مظهر العظمة تأنيسا له ورفقا [به]
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144إني اصطفيتك أي: اخترتك اختيارا بالغا كما يختار ما يصفى من الشيء عن كل دنس
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144على الناس أي: الذين في زمانك
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144برسالاتي أي: الآيات المستكثرة التي أظهرتها وأظهرها على يديك [من أسفار التوراة وغيرها]
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144وبكلامي أي: من غير واسطة وكأنه أعاد حرف الجر للتنبيه على ذلك، كما اصطفى
محمدا صلى الله عليه وسلم على الناس عامة في كل زمان برسالته العامة وبكلامه المعجز وبتكليمه من غير واسطة في السماء التي قدست دائما ونزهت عن التدنيس بمعصية.
ولما كان ذلك مقتضيا لغاية الإقبال والنشاط، سبب عنه قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144فخذ ما آتيتك أي: مخصصا لك به
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144وكن من الشاكرين أي: العريقين في صفة الشكر المجبولين عليها.
وَلَمَّا مَنَعَهُ الرُّؤْيَةَ بَعْدَ طَلَبِهِ إِيَّاهَا، وَقَابَلَ ذَلِكَ بِمَحَاسِنِ الْأَفْعَالِ وَالْأَقْوَالِ، تَشَوَّفَ السَّامِعُ إِلَى مَا قُوبِلَ بِهِ مِنَ الْإِكْرَامِ، فَاسْتَأْنَفَ سُبْحَانَهُ الْإِخْبَارَ بِمَا مَنَحَهُ بِهِ تَسْلِيَةً لَهُ عَمَّا مَنَعَهُ وَأَمْرًا بِشُكْرِهِ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=treesubj&link=19605_28743_30491_31907_31910_34163_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144قَالَ يَا مُوسَى [ ص: 80 ] مُذَكِّرًا لَهُ نِعَمَهُ فِي سِيَاقٍ دَالٍّ عَلَى عَظِيمِ قَدْرِهَا وَإِيجَابِ شُكْرِهَا مُسْقِطًا عَنْهُ مَظْهَرَ الْعَظَمَةِ تَأْنِيسًا لَهُ وَرِفْقًا [بِهِ]
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ أَيِ: اخْتَرْتُكَ اخْتِيَارًا بَالِغًا كَمَا يُخْتَارُ مَا يُصَفَّى مِنَ الشَّيْءِ عَنْ كُلِّ دَنَسٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144عَلَى النَّاسِ أَيِ: الَّذِينَ فِي زَمَانِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144بِرِسَالاتِي أَيِ: الْآيَاتِ الْمُسْتَكْثَرَةِ الَّتِي أَظْهَرْتُهَا وَأُظْهِرُهَا عَلَى يَدَيْكَ [مِنْ أَسْفَارِ التَّوْرَاةِ وَغَيْرِهَا]
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144وَبِكَلامِي أَيْ: مِنْ غَيْرِ وَاسِطَةٍ وَكَأَنَّهُ أَعَادَ حَرْفَ الْجَرِّ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى ذَلِكَ، كَمَا اصْطَفَى
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّاسِ عَامَّةً فِي كُلِّ زَمَانٍ بِرِسَالَتِهِ الْعَامَّةِ وَبِكَلَامِهِ الْمُعْجِزِ وَبِتَكْلِيمِهِ مِنْ غَيْرِ وَاسِطَةٍ فِي السَّمَاءِ الَّتِي قُدِّسَتْ دَائِمًا وَنُزِّهَتْ عَنِ التَّدْنِيسِ بِمَعْصِيَةٍ.
وَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ مُقْتَضِيًا لِغَايَةِ الْإِقْبَالِ وَالنَّشَاطِ، سَبَّبَ عَنْهُ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ أَيْ: مُخَصِّصًا لَكَ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ أَيِ: الْعَرِيقِينَ فِي صِفَةِ الشُّكْرِ الْمَجْبُولِينَ عَلَيْهَا.