الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة السابعة :

                                                                                                                                                                                                              قال علماؤنا : هذه الآية أصل من أصول إثبات الذرائع التي انفرد بها مالك ، وتابعه عليها أحمد في بعض رواياته ، وخفيت على الشافعي وأبي حنيفة مع تبحرهما في الشريعة ، وهو كل عمل ظاهر الجواز يتوصل به إلى محظور ، كما فعل اليهود حين حرم عليهم صيد السبت ، فسكروا الأنهار ، وربطوا الحيتان فيه إلى يوم الأحد .

                                                                                                                                                                                                              وقد بينا أدلة المسألة في كتب الخلاف ، وبسطناها قرآنا وسنة ودلالة من الأصول في الشريعة .

                                                                                                                                                                                                              فإن قيل : هذا الذي فعلت اليهود لم يكن توسلا إلى الصيد ; بل كان نفس الصيد .

                                                                                                                                                                                                              قلنا : إنما حقيقة الصيد إخراج الحوت من الماء وتحصيله عند الصائد ، فأما التحيل عليه إلى حين الصيد فهو سبب الصيد ، لا نفس الصيد ، وسبب الشيء غير الشيء ; إنما هو الذي يتوصل به إليه ، ويتوسل به في تحصيله ، وهذا هو الذي فعله أصحاب السبت .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثامنة :

                                                                                                                                                                                                              قال علماؤنا : إنما هلكوا باتباع الظاهرة ; لأن الصيد حرم عليهم ، فقالوا : لا نصيد ، بل نأتي بسبب الصيد ، وليس سبب الشيء نفس الشيء ، فنحن لا نرتكب عين ما نهينا عنه ، فنعوذ بالله من الأخذ بالظاهر المطلق في الشريعة .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية