الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6589 [ ص: 147 ] 5 - باب: المبشرات

                                                                                                                                                                                                                              6990 - حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، حدثني سعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة : قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لم يبق من النبوة إلا المبشرات " . قالوا : وما المبشرات ؟ قال : "الرؤيا الصالحة" . [فتح: 12 \ 375 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : "لم يبق من النبوة إلا المبشرات " .قالوا : وما المبشرات يا رسول الله قال : "الرؤيا الصالحة " .

                                                                                                                                                                                                                              الشرح :

                                                                                                                                                                                                                              أسلفنا في الباب قبله أن ابن عباس رواه أيضا ، وقد سلف تفسير لهم البشرى أيضا فيه من حديث عبادة وأبي الدرداء - رضي الله عنهما - ، وذكره ابن بطال من حديث أبي الدرداء ، وقال : روي مثله عن ابن عباس وعروة ومجاهد .

                                                                                                                                                                                                                              والمراد بقوله : " إلا المبشرات " يعني بعده ، وكذا روي مفسرا : "ليس يبقى بعدي من النبوة إلا المبشرات " ، يريد أن الوحي ينقطع بموته فلا يبقى ما يعلم أنه سيكون إلا الرؤيا الصالحة ، قيل : ومنه قوله تعالى : وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا [الشورى : 51 ] . قال المهلب : (وحديث ) الباب خرج لفظه على العموم ، ومعناه على الخصوص ، وذلك أن المبشرات هي الرؤيا الصادقة من الله التي تسر رائيها ، وقد تكون صادقة منذرة من قبل الله لا تسر رائيها (يرويه ) الله للمؤمن رفقا به ورحمة له ؛ ليستعد لنزول البلاء قبل بلوغه ، [ ص: 148 ] فقوله : "لم يبق بعدي من المبشرات " خرج على الأغلب من حال الرؤية ، وقال محمد بن واسع : الرؤيا بشرى للمؤمن ولا تضره .

                                                                                                                                                                                                                              فإن قلت : قد يرى الرؤيا الحسنة أحيانا ولا يجد لها حقيقة في اليقظة .

                                                                                                                                                                                                                              فالجواب : أن الرؤيا مختلفة الأسباب ، فمنها من وسوسة وتحزين للمسلم ، ومنها من حديث النفس في اليقظة فيراه في نومه ، ومنها ما هو وحي من الله ، فما كان من حديث النفس ووسوسة الشيطان فإنه الذي يكذب ، وما كان من قبل الله فإنه لا يكذب ، وبنحو هذا ورد الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد سلف حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في تقسيم الرؤيا أنها ثلاث : بشرى ، وحديث النفس ، وتحزين من الشيطان .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية