الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6604 [ ص: 180 ] 15 - باب: اللبن في المنام

                                                                                                                                                                                                                              7006 - حدثنا عبدان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا يونس ، عن الزهري ، أخبرني حمزة بن عبد الله ، أن ابن عمر قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن ، فشربت منه ، حتى إني لأرى الري يخرج من أظفاري ، ثم أعطيت فضلي " . يعني عمر . قالوا : فما أولته يا رسول الله ؟ قال : "العلم " . [انظر : 82 - مسلم : 2391 - فتح: 12 \ 393 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث حمزة بن عبد الله ، أن ابن عمر قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه ، حتى إني لأرى الري يخرج من أظافيري ، ثم أعطيت فضلي " . يعني : عمر . قالوا : فما أولته يا رسول الله ؟ قال : "العلم " .

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف في كتاب العلم .

                                                                                                                                                                                                                              قال المهلب : رؤيا اللبن في النوم تدل على السنة والفطرة والعلم والقرآن ؛ لأنه أول شيء يناله المولود من طعام الدنيا ، وهو الذي فتق معاه وبه تقوم حياته ، كما تقوم بالعلم حياة القلوب ، فهو يشاكل العلم من هذا الوجه ، وقد يدل على الحياة ؛ لأنها كانت به في الصغر ، وقد يدل على الثواب ؛ لأنه من نعيم الجنة إذا رئي نهر من لبن ، وقد يدل على المال الحلال ، وإنما أوله الشارع بالعلم في عمر -والله أعلم - لعلمه صحة فطرته ودينه ، والعلم زيادة في الفطرة على أصل معلوم .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 181 ] فصل :

                                                                                                                                                                                                                              الري بكسر الراء الاسم ، كما قال الداودي ، والرواء : الشراب ، وبالفتح مصدر . قال الجوهري : روي من الماء بالكسر أروي ريا ، وروى (وريا ) أيضا مثل رضي ورضا .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : " أظافير " . قال الجوهري : الظفر جمعه أظافر وأظفور وأظافير .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : " يجري من أظفاري " . قال الداودي : قد يراه من تحت الجلد أو يحسه ، فيكون هذا رويا .

                                                                                                                                                                                                                              قلت : وقولهم : ( فما أولته ؟ ) أي : فسرته ، والتأويل : تفسير ما يئول إليه الشيء ، وأولته وتأولته بمعنى ، وفي الحديث الآخر : "يخرج من أطرافي " جمع : طرف بتحريك الراء وهو بمعنى .

                                                                                                                                                                                                                              وترجم عليه :




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية