الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب لا تتحرى الصلاة قبل غروب الشمس

                                                                                                                                                                                                        560 حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتحرى أحدكم فيصلي عند طلوع الشمس ولا عند غروبها [ ص: 73 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 73 ] قوله : ( باب لا تتحرى ) بضم المثناة الفوقانية ، والصلاة بالرفع لأنها في مقام الفاعل ، أو بفتح المثناة التحتانية ، والصلاة بالنصب والفاعل محذوف أي المصلي ، وقد تقدم الكلام على حديث ابن عمر في الباب الذي قبله ، ولا تنافي بين قوله في الترجمة " قبل الغروب " وبين قوله في الحديث " عند الغروب " لما نذكره قريبا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لا يتحرى ) كذا وقع بلفظ الخبر ، قال السهيلي : يجوز الخبر عن مستقر أمر الشرع ، أي لا يكون إلا هذا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فيصلي ) بالنصب ، والمراد نفي التحري والصلاة معا ، ويجوز الرفع أي لا يتحرى أحدكم الصلاة في وقت كذا فهو يصلي فيه ، وقال ابن خروف : يجوز في " فيصلي " ثلاثة أوجه : الجزم على العطف أي لا يتحر ولا يصل ، والرفع على القطع أي لا يتحرى فهو يصلي ، والنصب على جواب النهي والمعنى لا يتحرى مصليا . وقال الطيبي : قوله لا يتحرى نفي بمعنى النهي ، ويصلي بالنصب لأنه جوابه ، كأنه قيل : [ ص: 74 ] لا يتحرى ، فقيل : لم ؟ فأجيب : خيفة أن يصلي . ويحتمل أن يقدر غير ذلك . وقد وقع في رواية القعنبي في الموطأ " لا يتحرى أحدكم أن يصلي " ومعناه لا يتحرى الصلاة .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية