الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن علي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      القرشي الهاشمي أبو عبد الله المدني ، وهو أبو السفاح والمنصور
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      روى عن أبيه وجده وسعيد بن جبير وجماعة ، وحدث عنه جماعة ، منهم ابناه الخليفتان أبو العباس عبد الله السفاح ، وأبو جعفر عبد الله المنصور ، وقد كان عبد الله بن محمد ابن الحنفية أوصى إليه بالأمر من بعده ، وكان عنده علم بالأخبار ، فبشره بأن الخلافة ستكون في ولده ، فدعا إلى نفسه في سنة سبع وثمانين ، ولم يزل أمره يتزايد حتى توفي في هذه السنة ، وقيل : في التي قبلها . وقيل : في التي بعدها . عن ثلاث وستين سنة ، وكان من أحسن الناس شكلا ، فأوصى بالأمر من بعده لولده [ ص: 167 ] إبراهيم فما أبرم الأمر إلا لولده السفاح ، فاستلب من بني أمية الأمر في سنة ثنتين وثلاثين ، كما سيأتي تفصيل ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وأما يحيى بن زيد

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ، فإنه لما قتل أبوه زيد في سنة إحدى وعشرين ومائة ، لم يزل يحيى مختفيا في خراسان عند الحريش بن عمرو بن داود ببلخ حتى مات هشام بن عبد الملك فكتب عند ذلك يوسف بن عمر إلى نصر بن سيار يخبره بأمر يحيى بن زيد فكتب نصر بن سيار إلى نائب بلخ عقيل بن معقل العجلي فأحضر الحريش فعاقبه ستمائة سوط ، فلم يدل عليه ، وجاء ولد الحريش فدلهم عليه ، فحبس ، فكتب نصر بن سيار إلى يوسف بذلك ، فبعث إلى الوليد بن يزيد يخبره بذلك ، فكتب الوليد إلى نصر بن سيار يأمره بإطلاقه من السجن ، وإرساله إليه صحبة أصحابه ، ويجهزهم إليه فأطلقهم وأطلق لهم وجهزهم ، فساروا إلى دمشق ، فلما كانوا ببعض الطريق توسم نصر منه غدرا ، فبعث إليه جيشا عشرة آلاف ، فكسرهم يحيى بن زيد وإن ما معه سبعون رجلا ، وقتل أميرهم ، واستلب منهم أموالا كثيرة ، ثم جاء جيش آخر ، فقتلوه واحتزوا رأسه ، وقتلوا جميع أصحابه ، رحمهم الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية