الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبو معمر ، ثنا ابن غنية ، عن العلاء بن عبد الكريم قال : قال طلحة اليامي : " لولا أني على وضوء لحدثتكم عن كرسي المختار " .

              حدثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا أبو شهاب ، عن الحسن بن عمرو ، قال : قال لي طلحة بن مصرف : " لولا أني على وضوء لأخبرتك بما تقول الرافضة " .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا يحيى بن معين ، ح . وحدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا إبراهيم بن محمد الرازي ، ثنا موسى بن نصير ، قال : ثنا جرير ، عن الفضيل بن غزوان . قال : قيل لطلحة بن مصرف : لو ابتعت طعاما فربحت فيه ؟ قال : " إني أكره أن يعلم الله من قلبي غلاء على المسلمين " .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا مسلم بن سعيد ، ثنا مجاشع بن عمرو ، ثنا حماد بن شعيب ، ثنا حصين بن عبد الرحمن ، عن طلحة بن مصرف ، قال : " يستحب من الدعاء أن يقول العبد : اللهم اجعل صمتي تفكرا ، واجعل نظري عبرا ، واجعل منطقي ذكرا " .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ومحمد بن علي ، قالا : ثنا أبو يعلى ، ثنا عبد الصمد بن يزيد ، قال : سمعت الفضيل بن عياض ، يقول : بلغني عن طلحة بن مصرف ، أنه ضحك يوما ، فوثب على نفسه . فقال : " فيم الضحك ، إنما يضحك من قطع الأهوال ، وجاز الصراط " ثم قال : " آليت أن لا أفتر ضاحكا حتى أعلم بما تقع الواقعة " فما رؤي ضاحكا حتى صار إلى الله عز وجل .

              حدثنا أبو بكر بن علي ، ثنا عبد الله بن معبد ، ثنا إسحاق بن رزيق ، ثنا عبيد الله بن معاذ ، عن شعيب بن العلاء ، عن أبيه العلاء بن كريز ، قال : بينما سليمان بن عبد الملك جالس ، إذ مر به رجل عليه ثياب يخيل في مشيته فقال : [ ص: 16 ] هذا ينبغي أن يكون عراقيا ، وينبغي أن يكون كوفيا ، وينبغي أن يكون من همدان ، ثم قال : علي بالرجل ، فأتي به فقال : ممن الرجل ؟ فقال : ويلك ، دعني حتى ترجع إلي نفسي ، قال : فتركه هنيهة ثم سأله : ممن الرجل ؟ فقال : من أهل العراق ، قال : من أيهم ؟ قال : من أهل الكوفة ، قال : أي أهل الكوفة ؟ قال : من همدان ، فازداد عجبا . فقال : ما تقول في أبي بكر ؟ قال : والله ما أدركت دهره ، ولا أدرك دهري ، ولقد قال الناس فيه فأحسنوا ، [ وهو إن شاء الله كذلك ، قال : فما تقول في عمر ؟ فقال مثل ذلك ، قال : فما تقول في عثمان ؟ قال : والله ما أدركت دهره ، ولا أدرك دهري ، ولقد قال فيه ناس فأحسنوا ] وقال فيه ناس فأساءوا ، وعند الله علمه ، قال : فما تقول في علي ؟ قال : هو والله مثل ذلك ، قال : سب عليا ، قال : لا أسبه ، قال : [ والله لتسبنه ، قال : والله لا أسبه ، قال : ] والله لتسبنه أو لأضربن عنقك ، قال : والله لا أسبه ، قال : فأمر بضرب عنقه ، فقام رجل في يده سيف فهزه حتى أضاء في يده كأنه خوصة ، فقال : والله لتسبنه أو لأضربن عنقك ، قال : والله لا أسبه ، ثم نادى : ويلك يا سليمان أدنني منك ، فدعا به . فقال : يا سليمان ، أما ترضى مني بما رضي به من هو خير منك ، ممن هو خير مني فيمن هو شر من علي ؟ قال : وما ذاك ؟ قال : الله رضي من عيسى وهو خير مني إذ قال في بني إسرائيل وهم شر من علي : ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) . قال : فنظرت إلى الغضب ينحدر من وجهه حتى صار في طرف أرنبته ، ثم قال : خليا سبيله ، فعاد إلى مشيته ، فما رأيت رجلا قط خيرا من ألف رجل غيره ، وإذا هو طلحة بن مصرف .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية