الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب لزوم الإجابة لمن دعي إلى الحاكم قال الله تعالى : وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وهذا يدل على أن من ادعى على غيره حقا ودعاه إلى الحاكم فعليه إجابته والمصير معه إليه ؛ لأن قوله [ ص: 190 ] تعالى : وإذا دعوا إلى الله معناه : إلى حكم الله . ويدل على أن من أتى الحاكم فادعى على غيره حقا أن على الحاكم أن يعديه ويحضره ويحول بينه وبين تصرفه وأشغاله .

وقد حدثنا عبد الباقي بن قانع قال : حدثنا إبراهيم الحربي قال : حدثنا عبد الله بن شبيب قال : حدثنا أبو بكر بن شيبة قال : حدثنا فليح قال : حدثني محمد بن جعفر عن يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ، أن الأغر الجهني قال : جئت أستعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل لي عليه شطر تمر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : اذهب معه فخذ له حقه .

وحدثنا عبد الباقي قال : حدثنا حسين بن إسحاق التستري قال : حدثنا رجاء الحافظ قال : حدثنا شاهين قال : حدثنا روح بن عطاء عن أبيه عن الحسن عن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من دعي إلى سلطان فلم يجب فهو ظالم لا حق له .

وحدثنا عبد الباقي قال : حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل قال : حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال : حدثنا يحيى عن أبي الأشهب عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من دعي إلى حاكم من حكام المسلمين فلم يجب فهو ظالم لا حق له .

وحدثنا عبد الباقي قال : حدثنا محمد بن بشر أخو خطاب قال : حدثنا محمد بن عباد قال : حدثنا حاتم عن عبد الله بن محمد بن سجل عن أبيه عن أبي حدرد قال : كان ليهودي علي أربعة دراهم ، فاستعدى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن لي على هذا أربعة دراهم وقد غلبني عليها ، فقال : أعطه حقه قلت : والذي بعثك بالحق نبيا ما أصبحت أقدر عليها قال : أعطه حقه فأعدت عليه ، فقال : أعطه حقه فخرجت معه إلى السوق فكانت على رأسي عمامة وعلي بردة متزر بها ، فاتزرت بالعمامة وقلت : اشتر البرد فاشتراه بأربعة دراهم . فهذه الأخبار مواطئة لما دلت عليه الآية .

التالي السابق


الخدمات العلمية