الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: الذين يؤمنون آية 3

                                          [65] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط ، عن السدي ، قوله: الذين يؤمنون بالغيب فهم المؤمنون من العرب.

                                          [ ص: 36 ] قوله: بالغيب

                                          [66] حدثنا أحمد بن سنان، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: ذكروا أصحاب محمد وإيمانهم عند عبد الله ، فقال عبد الله : إن أمر محمد كان بينا لمن رآه، والذي لا إله غيره، ما آمن مؤمن أفضل من إيمان بغيب، ثم قرأ: الذين يؤمنون بالغيب إلى قوله: ينفقون .

                                          [67] حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم العسقلاني، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية في قوله: الذين يؤمنون بالغيب قال: يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وجنته وناره ولقائه. ويؤمنون بالحياة بعد الموت، وبالبعث فهذا غيب كله.

                                          [68] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط ، عن السدي ، أما الذين يؤمنون بالغيب فهم المؤمنون من العرب، أما الغيب: فما غاب عن العباد من أمر الجنة وأمر النار وما ذكر في القرآن، لم يكن تصديقهم بذلك من قبل أصل كتاب أو علم كان عندهم.

                                          الوجه الثاني:

                                          [69] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو أحمد الزبيري ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن زر، قال: الغيب القرآن.

                                          [70] حدثنا أبو زرعة ، ثنا صفوان ، ثنا الوليد، ثنا عثمان بن الأسود ، عن عطاء بن أبي رباح في قول الله عز وجل: الذين يؤمنون بالغيب فقال: من آمن بالله، فقد آمن بالغيب.

                                          والوجه الثالث:

                                          [71] حدثنا أبي ، ثنا شهاب بن عباد، ثنا إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل بن أبي خالد : يؤمنون بالغيب قال: بغيب الإسلام.

                                          والوجه الرابع:

                                          [72] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن موسى بن نفيع الحرشي، ثنا عبد الله بن جعفر ، عن زيد بن أسلم : الذين يؤمنون بالغيب قال: بالقدر.

                                          [ ص: 37 ] والوجه الخامس:

                                          [73] حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد المسندي، ثنا إسحاق بن إدريس، أخبرني إبراهيم بن جعفر بن محمود بن سلمة الأنصاري، أخبرني جعفر بن محمود، عن جدته تويلة ابنة أسلم قالت: صليت الظهر أو العصر في مسجد بني حارثة فاستقبلنا مسجد إيليا فصلينا سجدتين ثم جاءنا من يخبرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقبل البيت الحرام، فتحول الرجال مكان النساء، والنساء مكان الرجال، فصلينا السجدتين الباقيتين ونحن مستقبلي البيت الحرام. قال إبراهيم: فحدثني رجال من بني حارثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه ذلك قال: أولئك قوم آمنوا بالغيب.

                                          قوله: ويقيمون الصلاة

                                          [74] حدثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو غسان محمد بن عمرو زنيج، ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق قال فيما حدثني محمد بن أبي محمد، مولى زيد بن ثابت ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : يقول الله سبحانه وتعالى وبحمده والذين " يقيمون الصلاة " أي: يقيمون الصلاة بفرضها.

                                          [75] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا عبد الوهاب - يعني ابن عطاء - الخفاف، عن سعيد ، عن قتادة ، ويقيمون الصلاة وإقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها.

                                          [76] قرأت على محمد بن الفضل بن موسى، ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، ثنا أبو وهب محمد بن مزاحم، ثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان ، قوله: ويقيمون الصلاة وإقامتها المحافظة على مواقيتها، وإسباغ الطهور فيها، وتمام ركوعها وسجودها، وتلاوة القرآن فيها، والتشهد والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فهذا إقامتها.

                                          قوله ومما رزقناهم ينفقون

                                          [77] حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ أبو غسان محمد بن عمرو زنيج، ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق ، قال: فيما حدثني محمد بن أبي محمد، مولى زيد بن ثابت ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : يقول الله سبحانه وبحمده: ومما رزقناهم ينفقون يؤتون الزكاة احتسابا لها.

                                          [ ص: 38 ] الوجه الثاني:

                                          [78] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط ، عن السدي : ومما رزقناهم ينفقون فهي نفقة الرجل على أهله، وهذا قبل أن تنزل الزكاة.

                                          الوجه الثالث:

                                          [79] حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد عن قتادة : ومما رزقناهم ينفقون فأنفقوا مما أعطاكم الله، فإنما هذه الأموال عوار وودائع عندك يا ابن آدم، أوشكت أن تفارقها.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية