بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الزكاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في منع الزكاة من التشديد
617 حدثنا حدثنا هناد بن السري التميمي الكوفي عن أبو معاوية عن الأعمش عن المعرور بن سويد قال أبي ذر الكعبة قال فرآني مقبلا فقال الكعبة يوم القيامة قال فقلت ما لي لعله أنزل في شيء قال قلت من هم فداك أبي وأمي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الأكثرون إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا فحثا بين يديه وعن يمينه وعن شماله ثم قال والذي نفسي بيده لا يموت رجل فيدع إبلا أو بقرا لم يؤد زكاتها إلا جاءته يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تطؤه بأخفافها وتنطحه بقرونها كلما نفدت أخراها عادت عليه أولاها حتى يقضى بين الناس هم الأخسرون ورب وفي الباب عن أبي هريرة مثله وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لعن مانع الصدقة وعن جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل قبيصة بن هلب عن أبيه وجابر بن عبد الله وعبد الله بن مسعود قال أبو عيسى حديث أبي ذر حديث حسن صحيح واسم ويقال أبي ذر جندب بن السكن ابن جنادة حدثنا عن عبد الله بن منير عن عبيد الله بن موسى عن سفيان الثوري حكيم بن الديلم عن قال الأكثرون أصحاب عشرة آلاف قال الضحاك بن مزاحم وعبد الله بن منير مروزي رجل صالح
كتاب الزكاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
- باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في منع الزكاة من التشديد
- باب ما جاء إذا أديت الزكاة فقد قضيت ما عليك
- باب ما جاء في زكاة الذهب والورق
- باب ما جاء في زكاة الإبل والغنم
- باب ما جاء في زكاة البقر
- باب ما جاء في كراهية أخذ خيار المال في الصدقة
- باب ما جاء في صدقة الزرع والتمر والحبوب
- باب ما جاء ليس في الخيل والرقيق صدقة
- باب ما جاء في زكاة العسل
- باب ما جاء لا زكاة على المال المستفاد حتى يحول عليه الحول
- باب ما جاء ليس على المسلمين جزية
- باب ما جاء في زكاة الحلي
- باب ما جاء في زكاة الخضراوات
- باب ما جاء في الصدقة فيما يسقى بالأنهار وغيرها
- باب ما جاء في زكاة مال اليتيم
- باب ما جاء أن العجماء جرحها جبار وفي الركاز الخمس
- باب ما جاء في الخرص
- باب ما جاء في العامل على الصدقة بالحق
- باب ما جاء في المعتدي في الصدقة
- باب ما جاء في رضا المصدق
- باب ما جاء أن الصدقة تؤخذ من الأغنياء فترد في الفقراء
- باب ما جاء من تحل له الزكاة
- باب ما جاء من لا تحل له الصدقة
- باب ما جاء من تحل له الصدقة من الغارمين وغيرهم
- باب ما جاء في كراهية الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ومواليه
- باب ما جاء في الصدقة على ذي القرابة
- باب ما جاء أن في المال حقا سوى الزكاة
- باب ما جاء في فضل الصدقة
- باب ما جاء في حق السائل
- باب ما جاء في إعطاء المؤلفة قلوبهم
- باب ما جاء في المتصدق يرث صدقته
- باب ما جاء في كراهية العود في الصدقة
- باب ما جاء في الصدقة عن الميت
- باب في نفقة المرأة من بيت زوجها
- باب ما جاء في صدقة الفطر
- باب ما جاء في تقديمها قبل الصلاة
- باب ما جاء في تعجيل الزكاة
- باب ما جاء في النهي عن المسألة
التالي
السابق
( أبواب ) هي الركن الثالث من الأركان التي بني الإسلام عليها . قال الزكاة في عارضة ابن العربي الأحوذي : تطلق الزكاة على الصدقة الواجبة والمندوبة والنفقة والحق والعفو ، وتعريفها في الشرع : إعطاء جزء من النصاب الحولي إلى فقير ونحوه غير هاشمي ولا مطلبي ، ثم لها ركن وهو الإخلاص . وشرط وهو السبب وهو ملك النصاب الحولي ، وهو العقل والبلوغ والحرية ، ولها حكم وهو سقوط الواجب في الدنيا ، وحصول الثواب في الأخرى ، وحكمة وهي التطهير من الأدناس ، ورفع الدرجة ، واسترقاق الأحرار ، انتهى . وشرط من تجب عليه
قال الحافظ في الفتح : هو جيد لكن في شرط من تجب عليه اختلاف ، انتهى .
قوله : ( عن ثقة من الثانية عاش مائة وعشرين سنة ( عن معرور بن سويد ) ، الأسدي الكوفي ، يكنى بأبي أمية ، أبي ذر ) هو أبو ذر الغفاري الصحابي المشهور -رضي الله عنه- اسمه على الأصح ، وهو من أعلام الصحابة وزهادهم ، أسلم قديما جندب بن جنادة بمكة ، يقال : كان خامسا في الإسلام ، ثم انصرف إلى قومه فأقام عندهم إلى أن قدم المدينة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الخندق ، ثم سكن الربذة إلى أن مات سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان رضي الله عنه . قال الذهبي : كان [ ص: 196 ] يوازي ابن مسعود في العلم ، وكان رزقه أربعمائة دينار ولا يدخر مالا .
قوله : ( هم الأخسرون ) هم ضمير عن غير مذكور لكن يأتي تفسيره وهو قوله هم الأكثرون إلخ ( ورب الكعبة ) الواو للقسم ( قال : فقلت ) أي في نفسي ( فداك أبي وأمي ) بفتح الفاء ؛ لأنه ماض ، خبر بمعنى الدعاء ، ويحتمل كسر الفاء والقصر لكثرة الاستعمال ، أي يفديك أبي وأمي وهما أعز الأشياء عندي ، قاله القاري .
وقال العراقي : الرواية المشهورة بفتح الفاء والقصر على أنها جملة فعلية ، وروي بكسر الفاء والمد على الجملة الاسمية انتهى ( هم الأكثرون ) ، وفي رواية الشيخين هم الأكثرون أموالا : أي الأخسرون أعمالا هم الأكثرون مالا ( إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا ) أي إلا من أشار بيده من بين يديه وعن يمينه وعن شماله قال الطيبي : يقال : قال بيده ؛ أي : أشار ، وقال بيده ؛ أي : أخذ ، وقال برجله ؛ أي : ضرب ، وقال بالماء على يده أي صبه ، وقال بثوبه أي رفعه ( فحثا بين يديه وعن يمينه وعن شماله ) أي أعطى في وجوه الخير ، قال في القاموس : الحثي كالرمي ما رفعت به يدك ، وحثوت له : أعطيته يسيرا ( فيدع ) أي يترك ( إبلا وبقرا ) أو للتقسيم ( أعظم ما كانت ) بالنصب حال ، وما مصدرية ( وأسمنه ) أي أسمن ما كانت ( تطؤه بأخفافها ) أي تدوسه بأرجلها ، وهذا راجع للإبل ؛ لأن الخف مخصوص بها كما أن الظلف مخصوص بالبقر والغنم والظباء ، والحافر يختص بالفرس والبغل والحمار ، والقدم للآدمي قاله السيوطي .
( وتنطحه ) أي تضربه ، والمشهور في الرواية بكسر الطاء قاله السيوطي ( بقرونها ) راجع للبقر ( كلما نفدت ) روي بكسر الفاء مع الدال المهملة من النفاد ، وبفتحها والذال المعجمة من النفوذ قاله السيوطي .
قوله : ( وفي الباب عن مثله ) أخرجه أبي هريرة البخاري ومسلم ( وعن قال : لعن علي بن أبي طالب مانع الزكاة ) أخرجه سعيد بن [ ص: 197 ] منصور والبيهقي في تاريخه والخطيب وابن النجار ، وفيه محمد بن سعيد البورقي كذاب يضع الحديث ، كذا في شرح سراج أحمد السندي ( وقبيصة بن هلب عن أبيه ) أي هلب الطائي قيل إنه بضم الهاء وإسكان اللام وآخره باء موحدة ، وقيل بفتح الهاء وكسر اللام وتشديد الباء ، قال : وهو الصواب كذا في قوت المغتذي ( ابن الجوزي ) أخرجه وجابر بن عبد الله مسلم ( ) أخرجه وعبد الله بن مسعود ابن ماجه بإسناد صحيح والنسائي وابن خزيمة في صحيحه .
قوله : ( حديث أبي ذر حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري ومسلم ( واسم ويقال أبي ذر جندب بن السكن ابن جنادة ) بضم الجيم وخفة النون وإهمال الدال ، قال العراقي : ما صدر به قول مرجوح وجعله وهما ، والصحيح الذي صححه المتقدمون والمتأخرون الثاني . ابن حبان
قوله : ( حدثنا عبد الله بن منير ) بنون آخره مهملة مصغرا ، المروزي أبو عبد الرحمن الزاهد الحافظ الجوال ، روى عن النضر بن شميل وخلق ، وعنه ووهب بن جرير وقال : لم أر مثله البخاري والترمذي ووثقه ، مات سنة إحدى وأربعين ومائتين كذا في الخلاصة ، وقد ضبط الحافظ في التقريب لفظ منير بضم الميم وكسر النون وكذا ضبطه في الفتح في باب الغسل في المخضب ( عن والنسائي حكيم بن الديلم ) المدائني صدوق ( عن ) الهلالي مولاهم الخراساني يكنى الضحاك بن مزاحم أبا القاسم عن أبي هريرة وغيرهما ، قال وابن عباس سعيد بن جبير : لم يلق ابن عباس . ووثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة ، وقال : في جميع ما روى نظر ، إنما اشتهر بالتفسير . مات سنة خمس ومائة كذا في الخلاصة ، وقال في التقريب : صدوق كثير الإرسال ( قال : الأكثرون أصحاب عشرة آلاف ) قال ابن حبان : يعني درهما ، وإنما جعله حد الكثرة ؛ لأنه قيمة النفس المؤمنة وما دونه في حد القلة وهو فقه بالغ ، وقد روي عن غيره وإني لأستحبه قولا وأصوبه رأيا انتهى كلامه . القاضي أبو بكر بن العربي
وفي حاشية النسخة الأحمدية هذا التفسير من الضحاك لحديث آخر هو قوله -صلى الله عليه وسلم- : ، وفسر المكثرون بأصحاب عشرة آلاف درهم ، وأورد من قرأ ألف آية كتب من المكثرين المقنطرين الترمذي هذا التفسير هاهنا لمناسبة ضعيفة ، انتهى ما في الحاشية .
[ ص: 198 ] قلت : لم أقف على من أخرج هذا الحديث بهذا اللفظ وبتفسير الضحاك ، هذا والله تعالى أعلم ، وقد أخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله : القناطير المقنطرة ، يعني المال الكثير من الذهب والفضة ، ذكره السيوطي في الدر المنثور .
قال الحافظ في الفتح : هو جيد لكن في شرط من تجب عليه اختلاف ، انتهى .
قوله : ( عن ثقة من الثانية عاش مائة وعشرين سنة ( عن معرور بن سويد ) ، الأسدي الكوفي ، يكنى بأبي أمية ، أبي ذر ) هو أبو ذر الغفاري الصحابي المشهور -رضي الله عنه- اسمه على الأصح ، وهو من أعلام الصحابة وزهادهم ، أسلم قديما جندب بن جنادة بمكة ، يقال : كان خامسا في الإسلام ، ثم انصرف إلى قومه فأقام عندهم إلى أن قدم المدينة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الخندق ، ثم سكن الربذة إلى أن مات سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان رضي الله عنه . قال الذهبي : كان [ ص: 196 ] يوازي ابن مسعود في العلم ، وكان رزقه أربعمائة دينار ولا يدخر مالا .
قوله : ( هم الأخسرون ) هم ضمير عن غير مذكور لكن يأتي تفسيره وهو قوله هم الأكثرون إلخ ( ورب الكعبة ) الواو للقسم ( قال : فقلت ) أي في نفسي ( فداك أبي وأمي ) بفتح الفاء ؛ لأنه ماض ، خبر بمعنى الدعاء ، ويحتمل كسر الفاء والقصر لكثرة الاستعمال ، أي يفديك أبي وأمي وهما أعز الأشياء عندي ، قاله القاري .
وقال العراقي : الرواية المشهورة بفتح الفاء والقصر على أنها جملة فعلية ، وروي بكسر الفاء والمد على الجملة الاسمية انتهى ( هم الأكثرون ) ، وفي رواية الشيخين هم الأكثرون أموالا : أي الأخسرون أعمالا هم الأكثرون مالا ( إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا ) أي إلا من أشار بيده من بين يديه وعن يمينه وعن شماله قال الطيبي : يقال : قال بيده ؛ أي : أشار ، وقال بيده ؛ أي : أخذ ، وقال برجله ؛ أي : ضرب ، وقال بالماء على يده أي صبه ، وقال بثوبه أي رفعه ( فحثا بين يديه وعن يمينه وعن شماله ) أي أعطى في وجوه الخير ، قال في القاموس : الحثي كالرمي ما رفعت به يدك ، وحثوت له : أعطيته يسيرا ( فيدع ) أي يترك ( إبلا وبقرا ) أو للتقسيم ( أعظم ما كانت ) بالنصب حال ، وما مصدرية ( وأسمنه ) أي أسمن ما كانت ( تطؤه بأخفافها ) أي تدوسه بأرجلها ، وهذا راجع للإبل ؛ لأن الخف مخصوص بها كما أن الظلف مخصوص بالبقر والغنم والظباء ، والحافر يختص بالفرس والبغل والحمار ، والقدم للآدمي قاله السيوطي .
( وتنطحه ) أي تضربه ، والمشهور في الرواية بكسر الطاء قاله السيوطي ( بقرونها ) راجع للبقر ( كلما نفدت ) روي بكسر الفاء مع الدال المهملة من النفاد ، وبفتحها والذال المعجمة من النفوذ قاله السيوطي .
قوله : ( وفي الباب عن مثله ) أخرجه أبي هريرة البخاري ومسلم ( وعن قال : لعن علي بن أبي طالب مانع الزكاة ) أخرجه سعيد بن [ ص: 197 ] منصور والبيهقي في تاريخه والخطيب وابن النجار ، وفيه محمد بن سعيد البورقي كذاب يضع الحديث ، كذا في شرح سراج أحمد السندي ( وقبيصة بن هلب عن أبيه ) أي هلب الطائي قيل إنه بضم الهاء وإسكان اللام وآخره باء موحدة ، وقيل بفتح الهاء وكسر اللام وتشديد الباء ، قال : وهو الصواب كذا في قوت المغتذي ( ابن الجوزي ) أخرجه وجابر بن عبد الله مسلم ( ) أخرجه وعبد الله بن مسعود ابن ماجه بإسناد صحيح والنسائي وابن خزيمة في صحيحه .
قوله : ( حديث أبي ذر حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري ومسلم ( واسم ويقال أبي ذر جندب بن السكن ابن جنادة ) بضم الجيم وخفة النون وإهمال الدال ، قال العراقي : ما صدر به قول مرجوح وجعله وهما ، والصحيح الذي صححه المتقدمون والمتأخرون الثاني . ابن حبان
قوله : ( حدثنا عبد الله بن منير ) بنون آخره مهملة مصغرا ، المروزي أبو عبد الرحمن الزاهد الحافظ الجوال ، روى عن النضر بن شميل وخلق ، وعنه ووهب بن جرير وقال : لم أر مثله البخاري والترمذي ووثقه ، مات سنة إحدى وأربعين ومائتين كذا في الخلاصة ، وقد ضبط الحافظ في التقريب لفظ منير بضم الميم وكسر النون وكذا ضبطه في الفتح في باب الغسل في المخضب ( عن والنسائي حكيم بن الديلم ) المدائني صدوق ( عن ) الهلالي مولاهم الخراساني يكنى الضحاك بن مزاحم أبا القاسم عن أبي هريرة وغيرهما ، قال وابن عباس سعيد بن جبير : لم يلق ابن عباس . ووثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة ، وقال : في جميع ما روى نظر ، إنما اشتهر بالتفسير . مات سنة خمس ومائة كذا في الخلاصة ، وقال في التقريب : صدوق كثير الإرسال ( قال : الأكثرون أصحاب عشرة آلاف ) قال ابن حبان : يعني درهما ، وإنما جعله حد الكثرة ؛ لأنه قيمة النفس المؤمنة وما دونه في حد القلة وهو فقه بالغ ، وقد روي عن غيره وإني لأستحبه قولا وأصوبه رأيا انتهى كلامه . القاضي أبو بكر بن العربي
وفي حاشية النسخة الأحمدية هذا التفسير من الضحاك لحديث آخر هو قوله -صلى الله عليه وسلم- : ، وفسر المكثرون بأصحاب عشرة آلاف درهم ، وأورد من قرأ ألف آية كتب من المكثرين المقنطرين الترمذي هذا التفسير هاهنا لمناسبة ضعيفة ، انتهى ما في الحاشية .
[ ص: 198 ] قلت : لم أقف على من أخرج هذا الحديث بهذا اللفظ وبتفسير الضحاك ، هذا والله تعالى أعلم ، وقد أخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله : القناطير المقنطرة ، يعني المال الكثير من الذهب والفضة ، ذكره السيوطي في الدر المنثور .