الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              [ ص: 40 ] 287 - منصور بن المعتمر

              قال الشيخ رحمه الله : ومنهم حليف الصيام والقيام ، خفيف التطعم والمنام ، المتفكر المعتبر ، أبو غياث منصور بن المعتمر .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبو سعيد عبد الله بن سعيد ، ثنا عبد الله بن الأجلح . قال : " رأيت منصور بن المعتمر ، وكان من أحسن الناس قياما في الصلاة ، وكان يخضب بالحناء " .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني الأشج قال : سمعت أبا بكر بن عياش ، يقول : " رأيت منصور بن المعتمر إذا قام في الصلاة وقد عقد لحيته في صدره " .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبو معاوية الغلابي ، ثنا يحيى بن سعيد ، عن الثوري . قال : لو رأيت منصورا يصلي لقلت : يموت الساعة " .

              حدثنا حبيب بن الحسن ، ثنا عبد الله بن محمد البغوي ، ثنا أحمد بن عمران الأخنسي ، ثنا أبو بكر بن عياش قال : " لو رأيت منصور بن المعتمر وعاصما والربيع بن أبي راشد في الصلاة وقد وضعوا لحاهم على صدورهم ، عرفت أنهم من أبرار الصلاة " .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا ابن زنجويه قال : سمعت إبراهيم بن مهدي ، يقول : سمعت أبا الأحوص ، يقول : قالت ابنة لجار منصور بن المعتمر لأبيها : يا أبت ، أين الخشبة التي كانت في سطح منصور قائمة ؟ قال : " يا بنية ذاك منصور كان يقوم بالليل " .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن عمران الأخنسي ، ثنا العلاء بن سالم العبدي قال : " كان منصور يصلي في سطحه ، فلما مات قال غلام لأمه : يا أمه ، الجذع الذي كان في سطح آل فلان ليس أراه ؟ قالت : يا بني ليس ذاك جذعا ، ذاك منصور قد مات " .

              [ حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن يحيى ، ثنا أزهر بن جميل ، ثنا جرير قال : " صام منصور وقام ، وكان يأكل الطعام ، ويرى الطعام في مجراه ] " .

              [ ص: 41 ] حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن يحيى ، ثنا أزهر بن جميل ، ثنا ابن عيينة . قال : رأيت منصور بن المعتمر - يعني في المنام - فقلت : ما فعل الله بك ؟ قال : كدت أن ألقى الله بعمل نبي ، قال سفيان : " إن منصورا صام ستين سنة يقوم ليلها ويصوم نهارها " .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا العباس بن محمد ، ثنا خلف بن تميم ، ثنا أبو عبد الرحمن ، ثنا زائدة : أن منصور بن المعتمر ، صام ستين سنة ، يقوم ليلها ، ويصوم نهارها ، وكان يبكي فتقول له أمه : يا بني ، قتلت قتيلا ؟ فيقول : أنا أعلم بما صنعت بنفسي ، فإذا كان الصبح كحل عينيه ، ودهن رأسه ، وفرق شقتيه ، وخرج إلى الناس " .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا حاتم بن الليث الجوهري ، ثنا علي بن عبد الله ، ثنا سفيان ، وذكر منصور بن المعتمر فقال : " قد كان عمش من البكاء " .

              أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا محمد بن أيوب ، ثنا محمد بن عمر قال : سمعت جرير بن عبد الحميد يقول : كانت أم منصور تقول له : يا بني ، إن لعينيك عليك حقا ، ولجسمك عليك حقا ، فكان يقول لها : " دعي عنك منصورا ، فإن بين النفختين نوما طويلا " .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا إبراهيم بن عبد الله الكوفي ، ثنا مصعب بن المقدام ، عن زائدة بن قدامة ، قال : قلت لمنصور بن المعتمر : اليوم الذي أصوم فيه أقع في الأمراء ؟ قال : " لا " قلت : فأقع فيمن يتناول أبا بكر وعمر ، قال : " نعم " .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا عبد الله بن محمد البغوي ، ثنا أحمد بن عمران الأخنسي . قال : سمعت أبا بكر بن عياش يقول : " رحم الله منصورا ، كان صواما قواما " .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن عمران ، ثنا أبو بكر بن عياش ، عن مغيرة قال : " اختلف منصور إلى إبراهيم وهو من أعبد الناس ، فلما أخذ في الآثار فتر " .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا عياش بن محمد ، ثنا خلف بن تميم ، ثنا زائدة قال : قلت لمنصور بن المعتمر : " إذا كنت صائما أنال من السلطان شيئا ؟ فقال : " لا " فقلت : إذا كنت صائما أنال [ ص: 42 ] من أصحاب الأهواء شيئا ؟ قال : " نعم " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية