الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم

                                                                                                                                                                                                الصلصال: الطين اليابس الذي يصلصل وهو غير مطبوخ، وإذا طبخ فهو فخار، قالوا: إذا توهمت في صوته مدا فهو صليل، وإن توهمت فيه ترجيعا فهو صلصلة، وقيل: هو تضعيف: "صل": إذا أنتن، والحمأ: الطين الأسود المتغير، والمسنون: المصور، من سنة الوجه، وقيل: المصبوب المفرغ، أي: أفرغ صورة إنسان كما تفرغ الصور من الجواهر المذوبة في أمثلتها، وقيل: المنتن، من سننت الحجر إذا حككته، به، فالذي يسيل بينهما سنين، ولا يكون إلا منتنا، من حمإ : صفة لصلصال، أي: خلقه من صلصال كائن من حمأ وحق، مسنون : بمعنى: مصور، أن يكون صفة لصلصال، كأنه أفرغ الحمأ فصور منها تمثال إنسان أجوف، فيبس حتى إذا نقر صلصل، ثم غيره بعد ذلك إلى جوهر آخر، "والجان": للجن كآدم للناس، وقيل: هو إبليس، وقرأ الحسن، وعمرو بن [ ص: 405 ] عبيد: "والجأن" بالهمزة; من نار السموم : من نار الحر الشديد النافذ في المسام، قيل: هذه السموم جزء من سبعين جزآ من سموم النار التي خلق الله منها الجان.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية