الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          117 - مسألة : وكذلك الآذان والإقامة يجزئان أيضا بلا طهارة وفي حال الجنابة . وهذا قول أبي حنيفة وأصحابه وقول أبي سليمان وأصحابنا . وقال الشافعي : يكره ذلك ويجزئ إن وقع . وقال عطاء : لا يؤذن المؤذن إلا متوضئا . وقال مالك : يؤذن من ليس على وضوء ولا يقيم إلا متوضئ . قال علي : هذا فرق لا دليل على صحته لا من قرآن ولا من سنة ولا إجماع ولا قول صاحب ولا قياس ، فإن قالوا إن الإقامة متصلة بالصلاة ، قيل لهم : وقد لا تتصل ويكون بينهما مهلة من حديث بدأ فيه الإمام مع إنسان يمكن فيه الغسل والوضوء ، وقد يكون الآذان متصلا بالإقامة والصلاة ، كصلاة المغرب وغيرها ولا فرق وإذا لم يأت نص بإيجاب أن لا يكون الآذان والإقامة إلا بطهارة من الجنابة وغيرها ، فقول من أوجب ذلك خطأ ، لأنه إحداث شرع من غير قرآن ولا سنة ولا إجماع وهذا باطل . [ ص: 100 ] فإن قيل : قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { كرهت أن أذكر الله إلا على طهر } قيل لهم : هذه كراهة لا منع ، وهو عليكم لا لكم لأنكم تجيزون الآذان وقراءة القرآن وذكر الله تعالى على غير طهر . وهذا هو الذي نص على كراهته في الخبر وأنتم لا تكرهونه أصلا ، فهذا الخبر أعظم حجة عليكم ، وأما نحن فهو قولنا ، وكل ما ذكرنا فهو عندنا على طهارة أفضل ولا نكرهه على غير طهارة ، لأن هذه الكراهة منسوخة على ما نذكره بعد إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية