الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون

                                                                                                                                                                                                                                      فبدل الذين ظلموا منهم بما أمروا به من التوبة والاستغفار ، حيث أعرضوا عنه ووضعوا موضعه .

                                                                                                                                                                                                                                      قولا آخر مما لا خير فيه . روي أنهم دخلوه زاحفين على أستاههم ، وقالوا مكان حطة : حنطة ، وقيل : قالوا بالنبطية : حطا شمقاثا ، يعنون : حنطة حمراء ، استخفافا بأمر الله تعالى واستهزاء بموسى عليه الصلاة [ ص: 284 ] والسلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : غير الذي قيل لهم نعت لقولا صرح بالمغايرة مع دلالة التبديل عليها قطعا ، تحقيقا للمبالغة وتنصيصا على المغايرة من كل وجه .

                                                                                                                                                                                                                                      فأرسلنا عليهم إثر ما فعلوا ما فعلوا من غير تأخير ، وفي سورة البقرة : على الذين ظلموا ، والمعنى واحد ، والإرسال من فوق ، فيكون كالإنزال .

                                                                                                                                                                                                                                      رجزا من السماء عذابا كائنا منها ، والمراد : الطاعون ، روي أنه مات منهم في ساعة واحدة أربعة وعشرون ألفا .

                                                                                                                                                                                                                                      بما كانوا يظلمون بسبب ظلمهم المستمر السابق واللاحق ، حسبما يفيده الجمع بين صيغتي الماضي والمستقبل ، لا بسبب التبديل فقط كما يشعر به ترتيب الإرسال عليه بالفاء ، والتصريح بهذا التعليل لما أن الحكم ههنا مترتب على المضمر دون الموصول بالظلم ، كما في سورة البقرة ، وأما التعليل بالفسق بعد الإشعار بعلية الظلم ، فقد مر وجهه هناك ، والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية