الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فقال الملأ الذين كفروا من قومه ؛ [ ص: 47 ] "الملأ": رؤساء القوم؛ وكبراؤهم الذين هم ملاء بالرأي وبما يحتاج إليه منهم؛ أي: فأجابوه بهذا الجواب؛ والقول؛ ما نراك إلا بشرا مثلنا ؛ أي: "ما نراك إلا إنسانا مثلنا"؛ وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا ؛ أي: لم يتبعك الملأ منا؛ وإنما اتبعك أخساؤنا.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: بادي الرأي ؛ بغير همز في "بادي"؛ وأبو عمرو يهمز "بادئ الرأي"؛ أي: "اتبعوا اتباعا في ظاهر ما يرى"؛ هذا فيمن لم يهمز؛ ويكون التفسير على نوعين في هذا؛ أحدهما أن يكون "اتبعوك في الظاهر؛ وباطنهم على خلاف ذلك" .

                                                                                                                                                                                                                                        ويجوز أن يكون "اتبعوك في ظاهر الرأي ولم يتدبروا ما قلت؛ ولم يفكروا فيه"؛ وقراءة أبي عمرو على هذا التفسير الثاني؛ أي: "اتبعوك ابتداء الرأي"؛ أي: حين ابتدؤوا ينظرون؛ وإذا فكروا لم يتبعوك؛ فأما نصب "بادي الرأي"؛ فعلى: "اتبعوك في ظاهر الرأي"؛ و"على ظاهر الرأي"؛ كأنه قال: "الاتباع الذي لم يفكروا فيه"؛ ومن قال: "بادي الرأي"؛ فعلى ذلك نصبه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية