الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فتوكل على الله إنك على الحق المبين إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 1261 ] (79) أي: اعتمد على ربك في جلب المصالح، ودفع المضار، وفي تبليغ الرسالة، وإقامة الدين، وجهاد الأعداء، إنك على الحق المبين الواضح، والذي على الحق يدعو إليه، ويقوم بنصرته أحق من غيره بالتوكل، فإنه يسعى في أمر مجزوم به، معلوم صدقه، لا شك فيه ولا مرية. وأيضا فهو حق في غاية البيان، لا خفاء به ولا اشتباه. (80) وإذا قمت بما حملت وتوكلت على الله في ذلك فلا يضرك ضلال من ضل، وليس عليك هداهم؛ فلهذا قال: إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء أي: حين تدعوهم وتناديهم، وخصوصا إذا ولوا مدبرين فإنه يكون أبلغ في عدم إسماعهم.

                                                                                                                                                                                                                                        (81) وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم كما قال تعالى: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ، إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون أي: هؤلاء الذين ينقادون لك، الذين يؤمنون بآيات الله، وينقادون لها بأعمالهم واستسلامهم، كما قال تعالى: إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية