الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: لقد ابتغوا الفتنة في الفتنة قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: الشر ، قاله ابن عباس . والثاني: الشرك ، قاله مقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: من قبل أي: من قبل غزوة تبوك .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي قوله: وقلبوا لك الأمور خمسة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: بغوا لك الغوائل ، قاله ابن عباس . وقيل: إن اثني عشر رجلا من المنافقين وقفوا على طريقه ليلا ليفتكوا به ، فسلمه الله منهم .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: احتالوا في تشتت أمرك وإبطال دينك ، قاله أبو سليمان الدمشقي . قال ابن جرير: وذلك كانصراف ابن أبي يوم أحد بأصحابه .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أنه قولهم ما ليس في قلوبهم .

                                                                                                                                                                                                                                      والرابع أنه ميلهم إليك في الظاهر ، وممالأة المشركين في الباطن .

                                                                                                                                                                                                                                      والخامس: أنه حلفهم بالله (لو استطعنا لخرجنا معكم) ذكر هذه الأقوال الثلاثة الماوردي .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: حتى جاء الحق يعني النصر (وظهر أمر الله) يعني الإسلام .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية