الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم

                                                                                                                                                                                                                                      وإذ تأذن ربك منصوب على المفعولية بمضمر معطوف على قوله تعالى : " واسألهم " ، وتأذن بمعنى آذن ، كما أن توعد بمعنى أوعد ، أو بمعنى عزم ، فإن العازم على الأمر يحدث به نفسه ، وأجري مجرى فعل القسم ، كعلم الله ، وشهد الله .

                                                                                                                                                                                                                                      فلذلك أجيب بجوابه ، حيث قيل : ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة ; أي : واذكر لهم وقت إيجابه تعالى على نفسه أن يسلط على اليهود البتة .

                                                                                                                                                                                                                                      من يسومهم سوء العذاب كالإذلال ، وضرب الجزية ، وغير ذلك من فنون العذاب ، وقد بعث الله تعالى عليهم بعد سليمان عليه السلام بخت نصر ، فخرب ديارهم ، وقتل مقاتلتهم ، وسبى نساءهم وذراريهم ، وضرب الجزية على من بقي منهم ، وكانوا يؤدونها إلى المجوس ، حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، ففعل ما فعل ، ثم ضرب الجزية عليهم ، فلا تزال مضروبة إلى آخر الدهر .

                                                                                                                                                                                                                                      إن ربك لسريع العقاب يعاقبهم في الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                      وإنه لغفور رحيم لمن تاب وآمن منهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية