الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          تنبيهات

                                                          ( الأول ) إذا لقيت الهمزة الساكنة ساكنا فحركت لأجله كقوله في الأنعام : ( من يشأ الله يضلله ) وفي الشورى ( فإن يشأ الله ) خففت في مذهب من يبدلها ولم تبدل لحركتها . فإن فصلت من ذلك الساكن بالوقف عليها دونه أبدلت لسكونها ، وذلك في مذهب أبي جعفر وورش من طريق الأصبهاني ، وقد نص عليه كما قلنا الحافظ أبو عمرو في " جامع البيان " .

                                                          ( الثاني ) الهمزة المتطرفة المتحركة في الوصل نحو ( تشاء ، و يستهزئ ، و لكل امرئ ) إذا سكنت في الوقف فهي محققة في مذهب من يبدل الهمزة الساكنة ، وهذا مما لا خلاف فيه . قال الحافظ في جامعه : وقد كان بعض شيوخنا يرى ترك الهمزة في الوقف في هود على ( بادئ ) لأن الهمزة في ذلك تسكن للوقف . قال : وذلك خطأ في مذهب أبي عمرو من جهتين : إحداهما إيقاع الإشكال بما لا يهمز ، إذ هو عنده من الابتداء الذي أصله الهمز لا من الظهور الذي لا أصل له في ذلك ، والثانية أن ذلك كان يلزم في نحو ( قرئ ، و استهزئ ) وشبههما بعينه ، وذلك غير معروف من مذهبه فيه .

                                                          ( قلت ) : وهذا يؤيد ويصحح ما ذكرناه من عدم إبدال همزة ( بارئكم ) حالة إسكانها تخفيفا كما تقدم ، والله أعلم .

                                                          ( الثالث ) ( هانتم ) إذا قيل فيها بقول الجمهور أن " ها " فيها للتنبيه دخلت على أنتم ، فهي باتصالها رسما كالكلمة الواحدة ، كما هي في ( هذا و هؤلاء ) لا يجوز فصلها منها ولا الوقوف عليها دونها . وقد وقع في كلام الداني في جامعه خلاف [ ص: 408 ] ذلك ، فقال : بعد ذكره وجه كونها للتنبيه ما نصه : الأصل " هاأنتم " ، " ها " دخلت على " أنتم " كما دخلت على أولاء في قوله ( هؤلاء ) فهي في هذا الوجه وما دخلت عليه كلمتان منفصلتان يسكت على إحداهما ويبتدأ بالثانية . انتهى . وهو مشكل سيأتي تحقيقه في باب الوقف على مرسوم الخط ، إن شاء الله تعالى .

                                                          ( الرابع ) إذا قصد الوقف على ( اللاي ) في مذهب من يسهل الهمزة بين بين إن وقف بالروم ولم يكن فرق بين الوصل والوقف . وإن وقف بالسكون وقف بياء ساكنة ، نص على ذلك الحافظ أبو عمرو الداني وغيره ، ولم يتعرض كثير من الأئمة إلى التنبيه على ذلك . وكذلك الوقف على ( أأنت ، و أرأيت ) على مذهب من روى البدل عن الأزرق ، عن ورش ، فإنه يوقف عليه بتسهيل بين بين عكس ما تقدم في ( اللاي ) وذلك من أجل اجتماع ثلاث سواكن ظواهر ، وهو غير موجود في كلام العرب ، وليس هذا كالوقف على المشدد كما سيأتي آخر باب الوقف على أواخر الكلم ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية