الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين

                                                                                                                                                                                                                                      172 - وإذ أخذ ربك من بني آدم أي: "و" اذكر " إذ أخذ " من ظهورهم بدل من بني آدم والتقدير: وإذ أخذ ربك من ظهور بني آدم ذريتهم ومعنى أخذ ذرياتهم من ظهورهم: إخراجهم من أصلاب آبائهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا هذا من باب التمثيل، ومعنى ذلك: أنه نصب لهم الأدلة على ربوبيته ووحدانيته، وشهدت بها عقولهم التي [ ص: 617 ] ركبها فيهم، وجعلها مميزة بين الهدى والضلالة، فكأنه أشهدهم على أنفسهم، وقررهم، وقال لهم: ألست بربكم وكأنهم قالوا: بلى، أنت ربنا، شهدنا على أنفسنا، وأقررنا بوحدانيتك. أن تقولوا مفعول له، أي: فعلنا ذلك من نصب الأدلة الشاهدة على صحتها العقول كراهة " أن يقولوا " يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين لم ننبه عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية