الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6786 [ ص: 594 ] 48 - باب: من بايع رجلا لا يبايعه إلا للدنيا

                                                                                                                                                                                                                              7212 - حدثنا عبدان ، عن أبي حمزة ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم : رجل على فضل ماء بالطريق يمنع منه ابن السبيل ، ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنياه ، إن أعطاه ما يريد وفى له ، وإلا لم يف له ، ورجل يبايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا فصدقه ، فأخذها ، ولم يعط بها " . [انظر : 2358 - مسلم : 108 - فتح: 13 \ 201 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة " . الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف في الشرب وهو وعيد شديد في الخروج على الأئمة ، ونكث بيعتهم لأمر الله بالوفاء بالعقود إذ في ترك الخروج عليهم تحصين الفروج والأموال وحقن الدماء ، وفي القيام عليهم تفريق الكلمة وتشتيت الألفة ، وفيه فساد الأعمال إذا لم يرد بها وجه الله وأريد بها عرض الدنيا ، وهذا في معنى قوله : "إنما الأعمال بالنيات " وفيه عقوبة من منع ابن السبيل فضل ما عنده قال ابن التين : وحكمة أن يقاتل ، فإن قتل فشر قتيل .

                                                                                                                                                                                                                              ويدخل في معنى الحديث منع فضل الماء ، وكل ما بالناس الحاجة إليه .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه : تحريم مال المسلم إلا بالحق [ ص: 595 ] وفيه : عقوبة الحلف بالله كاذبا ، وإنما خص به العصر ؛ لأنه الوقت الذي ترتفع ملائكة النهار بأعمال العباد .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : ("ورجل بايع إماما" إلى " إلى قوله "وإلا لم يف له " ) فهذا لا حظ له في الآخرة ؛ لأن بيعة الإمام إنما تكون لله وعلى إتيان حدود الله ، ولتكون كلمة الله هي العليا - أعطي ولم يعط .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : "ورجل بايع رجلا " هذا من الخديعة والغش والكذب .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية