الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة التاسعة : قال علماؤنا : النفل على قسمين : جائز ومكروه ، فالجائز بعد القتال ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين : { من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه } . والمكروه أن يقال قبل القتل : " من فعل كذا وكذا فله كذا " . وإنما كره هذا ; لأنه يكون القتال فيه للغنيمة .

                                                                                                                                                                                                              { وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : الرجل يقاتل للمغنم ، ويقاتل ليرى مكانه ، من في سبيل الله ؟ قال : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله } ، ويحق للرجل أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وإن نوى في ذلك الغنيمة ; وإنما المكروه في الحديث أن يكون مقصده المغنم خاصة .

                                                                                                                                                                                                              المسألة العاشرة : قال علماؤنا :

                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى : { قل الأنفال لله والرسول } قوله : { لله } استفتاح كلام ، وابتداء بالحق الذي ليس وراءه مرمى ، الكل لله ، وقوله بعد ذلك : ( والرسول ) قيل : أراد به ملكا . وقيل : أراد به ولاية قسم وبيان حكم . [ ص: 382 ]

                                                                                                                                                                                                              والأول أصح لقوله صلى الله عليه وسلم : { ما لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس ، والخمس مردود فيكم } وليس يستحيل أن يملكه الله لنبيه تشريفا وتقديما بالحقيقة ، ويرده رسول الله صلى الله عليه وسلم تفضلا على الخليقة .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية