الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها [103]

                                                                                                                                                                                                                                        وهي الزكاة المفروضة فيما روي وفيها خمسة أوجه ، قال أبو إسحاق : الأجود أن تكون المخاطبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - أي فإنك تطهرهم وتزكيهم بها ويجوز أن يكون في موضع الحال ، قال الأخفش : ويجوز أن تكون للصدقة ويكون ( بها ) توكيدا ويجوز أن يكون تطهرهم للصدقة وتزكيهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - والوجه الخامس أن تجزم على جواب الأمر كما قال :


                                                                                                                                                                                                                                        قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان



                                                                                                                                                                                                                                        ( وصل عليهم ) فيه جوابان أحدهما أنه منسوخ بقوله جل وعز ولا تصل على أحد منهم مات أبدا والآخر أنه غير منسوخ وأن المعنى وادع لهم إذا جاءوك بالصدقات وكذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل والعلماء على هذا ويدل عليه ( إن صلاتك [ ص: 234 ] سكن لهم ) أي إذا دعوت لهم حين يأتون بصدقاتهم سكن ذلك قلوبهم وفرحوا وبادروا رغبة في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وحكى أهل اللغة جميعا فيما علمناه أن الصلاة في كلام العرب الدعاء ومنه الصلاة على الجنازة .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية