الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب تسمية الوليد

                                                                                                                                                                                                        5847 أخبرنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة قال لما رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة قال اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين بمكة اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب تسمية الوليد ) ورد في كراهية هذا الاسم حديث أخرجه الطبراني من حديث ابن مسعود نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسمي الرجل عبده أو ولده حربا أو مرة أو وليدا الحديث وسنده ضعيف جدا ، وورد فيه أيضا حديث آخر مرسل أخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه والبيهقي في " الدلائل " من طريقه قال " حدثنا محمد بن خالد بن العباس السكسكي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا أبو عمرو الأوزاعي " وأخرجه البيهقي في " الدلائل " أيضا من رواية بشر بن بكر عن الأوزاعي ، وأخرجه عبد الرزاق في الجزء الثاني من أماليه عن معمر كلاهما عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال " ولد لأخي أم سلمة ولد فسماه الوليد ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : سميتموه بأسماء فراعنتكم ، ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد هو أشر على هذه الأمة من فرعون لقومه " قال الوليد بن مسلم في روايته قال الأوزاعي : فكانوا يرونه الوليد بن عبد الملك . ثم رأينا أنه الوليد بن يزيد لفتنة الناس به حين خرجوا عليه فقتلوه وانفتحت الفتن على الأمة بسبب ذلك وكثر فيهم القتل ، وفي رواية بشر بن بكر من الزيادة " غيروا اسمه فسموه عبد الله " وبين في روايته أنه أخو أم سلمة لأمها ، وهكذا أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده عن إسماعيل بن أبي إسماعيل عن إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب أخرجه أبو نعيم في " الدلائل " من رواية الحارث ، وأخرجه أحمد عن أبي المغيرة عن إسماعيل بن عياش فزاد فيه " قال حدثني الأوزاعي وغيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر به " فزاد فيه عمر ، فادعى ابن حبان أنه لا أصل له ، فقال في كتاب " الضعفاء " في ترجمة إسماعيل بن عياش : هذا خبر [ ص: 597 ] باطل ، ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا رواه عمر ، ولا حدث به سعيد ولا الزهري ولا هو من حديث الأوزاعي . ثم أعله بإسماعيل بن عياش . واعتمد ابن الجوزي على كلام ابن حبان فأورد الحديث في " الموضوعات " فلم يصب ، فإن إسماعيل لم ينفرد به ، وعلى تقدير انفراده فإنما انفرد بزيادة عمر في الإسناد ، وإلا فأصله كما ذكرت عند الوليد وغيره من أصحاب الأوزاعي عنه ، وعند معمر وغيره من أصحاب الزهري ، فإن كان سعيد بن المسيب تلقاه عن أم سلمة فهو على شرط الصحيح ويؤيد ذلك أن له شاهدا عن أم سلمة أخرجه إبراهيم الحربي في " غريب الحديث " من رواية محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو عن عطاء عن زينب بنت أم سلمة عن أمها قالت " دخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد ، فقال : من هذا ؟ قلت : الوليد . قال : قد اتخذتم الوليد حنانا ، غيروا اسمه فإنه سيكون في هذه الأمة فرعون يقال له الوليد " وقد أخرجه الحاكم من وجه آخر عن الوليد موصولا بذكر أبي هريرة فيه أخرجه من طريق نعيم بن حماد عن الوليد بن مسلم وقال في آخره " قال الزهري إن استخلف الوليد بن يزيد وإلا فهو الوليد بن عبد الملك " . قلت : وعندي أن ذكر أبي هريرة فيه من أوهام نعيم بن حماد والله أعلم . ولما لم يكن هذا الحديث المذكور على شرط البخاري أومأ إليه كعادته وأورد فيه الحديث الدال على الجواز ، فإنه لو كان مكروها لغيره النبي - صلى الله عليه وسلم - كعادته ، فإن في بعض طرق الحديث المذكور الدلالة على أن الوليد بن الوليد المذكور قد قدم بعد ذلك المدينة مهاجرا كما مضى في المغازي ولم ينقل أنه - صلى الله عليه وسلم - غير اسمه ، وأما ما تقدم أنه أمر بتغيير اسم الوليد فذلك اسم ولد المذكور فغيره فسماه عبد الله ، وأخرج الطبراني في ترجمة الوليد بن الوليد بن المغيرة من طريق إسماعيل بن أيوب المخزومي في قصة الوليد بن الوليد بعد أن جاء المدينة مهاجرا ; وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على أم سلمة بعد موته وهي تقول : ابك الوليد بن الوليد أبا الوليد بن المغيرة فقال إن كدتم لتتخذون الوليد حنانا فسماه عبد الله ووصله ابن منده من وجه واه إلى أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة عن أبيه عن جده أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره . ومن شواهد الحديث ما أخرجه الطبراني أيضا من حديث معاذ بن جبل قال خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " فذكر حديثا فيه قال الوليد اسم فرعون هادم شرائع الإسلام ، يبوء بدمه رجل من أهل بيته ولكن سنده ضعيف جدا .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية