الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة . الآية . أخرج الطيالسي ، وهناد ، وأحمد ، ومسلم ، والترمذي ، وابن ماجه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن خزيمة ، وابن حبان ، وأبو الشيخ ، والدارقطني في "الرؤية"، وابن مردويه ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" عن صهيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد : يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه . فيقولون : وما هو ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، ويزحزحنا عن النار؟ قال : فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه، ولا أقر لأعينهم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 653 ] وأخرج الدارقطني، وابن مردويه ، عن صهيب في الآية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الزيادة النظر إلى وجه الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والدارقطني في "الرؤية"، وابن مردويه ، عن أبي موسى الأشعري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يبعث يوم القيامة مناديا ينادي : يا أهل الجنة - بصوت يسمعه أولهم وآخرهم - إن الله وعدكم الحسنى وزيادة، فالحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الرحمن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، واللالكائي في "السنة"، والبيهقي في كتاب "الرؤية" عن كعب بن عجرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال : الزيادة : النظر إلى وجه الرحمن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والدارقطني، وابن مردويه ، واللالكائي، والبيهقي في "الرؤية"، عن أبي بن كعب ، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال : الذين أحسنوا : أهل التوحيد، والحسنى : الجنة، والزيادة : النظر إلى وجه الله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 654 ] وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال : أحسنوا : شهادة أن لا إله إلا الله، والحسنى : الجنة، وزيادة : النظر إلى الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ، والدارقطني في "الرؤية"، وابن منده في "الرد على الجهمية"، وابن مردويه ، واللالكائي، والخطيب، وابن النجار، عن أنس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن هذه الآية : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة فقال : للذين أحسنوا العمل في الدنيا لهم الحسنى وهي الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال : ينظرون إلى ربهم بلا كيفية، ولا حد محدود، ولا صفة معلومة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كبر على سيف البحر تكبيرة رافعا بها صوته لا يلتمس بها رياء ولا سمعة، كتب الله له رضوانه الأكبر، ومن كتب له رضوانه الأكبر جمع بينه وبين محمد وإبراهيم عليهما السلام في داره ينظرون إلى ربهم في جنة عدن كما ينظر أهل الدنيا إلى الشمس والقمر [ ص: 655 ] في يوم لا غيم فيه ولا سحاب، وذلك قوله : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة فالحسنى لا إله إلا الله، والزيادة الجنة والنظر إلى الرب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن خزيمة ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، والدارقطني، وابن منده في "الرد على الجهمية"، وابن مردويه ، واللالكائي، والآجري، والبيهقي ، كلاهما في "الرؤية"، والخطيب، عن أبي بكر الصديق في قوله : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال : الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه من طريق الحارث، عن علي في قوله : للذين أحسنوا الحسنى قال : يعني الجنة، وزيادة . يعني النظر إلى الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، والدارقطني، وابن خزيمة ، واللالكائي، والآجري، والبيهقي ، عن حذيفة [ ص: 656 ] في الآية قال : والزيادة النظر إلى وجه ربهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج هناد، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والدارقطني، واللالكائي، والبيهقي ، عن أبي موسى الأشعري في الآية قال : الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه ربهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، والبيهقي في "الأسماء والصفات"، من طريق عكرمة، عن ابن عباس : للذين أحسنوا الحسنى قال : قول : لا إله إلا الله، والحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجهه الكريم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي ، من طريق علي عن ابن عباس : للذين أحسنوا قال : الذين شهدوا أن لا إله إلا الله، الحسنى : الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، واللالكائي عن ابن مسعود في الآية قال : أما الحسنى فالجنة، وأما الزيادة فالنظر إلى وجه الله، وأما القتر فالسواد . [ ص: 657 ] وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والبيهقي في "الرؤية"، من طريق الحكم بن عتيبة، عن علي في الآية قال : الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب، غرفها وأبوابها من لؤلؤة واحدة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن قتادة : للذين أحسنوا قال : شهادة أن لا إله إلا الله، الحسنى قال : الجنة، وزيادة قال : النظر إلى وجه الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، والدارقطني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة أعطوا منها ما شاؤوا، ثم يقال لهم : إنه قد بقي من حقكم شيء لم تعطوه . فيتجلى الله لهم فيصغر ما أعطوا عند ذلك . ثم تلا : للذين أحسنوا الحسنى قال : الجنة، وزيادة نظرهم إلى ربهم عز وجل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، والدارقطني، عن عامر بن سعد البجلي في قوله : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال : النظر إلى وجه الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الدارقطني عن السدي في قوله : للذين أحسنوا الحسنى قال : الجنة، وزيادة قال : النظر إلى وجه الرب عز وجل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الدارقطني عن الضحاك قال : الزيادة النظر إلى وجه الله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 658 ] وأخرج ابن جرير ، والدارقطني، عن عبد الرحمن بن سابط قال : الزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، والدارقطني، عن أبي إسحاق السبيعي في قوله : للذين أحسنوا الحسنى قال : الجنة : وزيادة قال : النظر إلى وجه الرحمن عز وجل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، والدارقطني، عن قتادة قال : ينادي المنادي يوم القيامة : إن الله وعد الحسنى وهي الجنة، فأما الزيادة فهي النظر إلى وجه الرحمن . قال : فيتجلى لهم حتى ينظروا إليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال : هو مثل قوله : ولدينا مزيد يقول : يجزيهم بعملهم ويزيدهم من فضله . وقال : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : للذين أحسنوا الحسنى قال : مثلها . قال : وزيادة قال : مغفرة ورضوان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن علقمة بن قيس في الآية [ ص: 659 ] قال : الزيادة العشر : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن الحسن في الآية قال : الزيادة الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن ابن زيد في الآية قال : الزيادة ما أعطاهم في الدنيا لا يحاسبهم به يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، والبيهقي في "الرؤية"، عن سفيان قال : ليس في تفسير القرآن اختلاف، إنما هو كلام جامع يراد به هذا وهذا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية