الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1469 ) فصل : وصلاة الكسوف سنة مؤكدة ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها ، وأمر بها ، ووقتها من حين الكسوف إلى حين التجلي ، فإن فاتت لم تقض ; لأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم { أنه قال : إذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة حتى تنجلي } . فجعل الانجلاء غاية للصلاة . ولأن الصلاة إنما سنت رغبة إلى الله في ردها ، فإذا حصل ذلك حصل مقصود الصلاة .

                                                                                                                                            وإن انجلت وهو في الصلاة أتمها ، وخففها . وإن استترت الشمس والقمر بالسحاب ، وهما منكسفان ، صلى ; لأن الأصل بقاء الكسوف . وإنغابت الشمس كاسفة ، أو طلعت على القمر وهو خاسف ، لم يصل ; لأنه قد ذهب وقت الانتفاع بنورهما . وإن غاب القمر ليلا ، فقال القاضي : يصلي ; لأنه لم يذهب وقت الانتفاع بنوره وضوئه . ويحتمل أن لا يصلي ; لأن ما يصلي له قد غاب ، أشبه ما لو غابت الشمس .

                                                                                                                                            وإن فرغ من الصلاة والكسوف قائم لم يزد ، واشتغل بالذكر والدعاء ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد على ركعتين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية