الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6880 [ ص: 79 ] 9 - باب: تعليم النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته من الرجال والنساء، مما علمه الله، ليس برأي ولا تمثيل

                                                                                                                                                                                                                              7310 - حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن أبي صالح ذكوان، عن أبي سعيد: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله. فقال: " اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا ". فاجتمعن، فأتاهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعلمهن مما علمه الله ثم قال: " ما منكن امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة إلا كان لها حجابا من النار ". فقالت امرأة منهن: يا رسول الله، اثنين؟ قال: فأعادتها مرتين، ثم قال: " واثنين واثنين واثنين ". [ انظر: 101 - مسلم: 2633 - فتح: 13 \ 292 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - : جاءت امرأة إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا يوما من نفسك. الحديث. وفيه: "ما منكن امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثا ".

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: فقالت: واثنين؟ قال: فأعادتها مرتين.

                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث ترجم له في كتاب العلم، باب: هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه من الفقه كما قال المهلب: إن العالم إذا أمكنه أن يحدث بالنصوص عن الله تعالى ورسوله فلا يحدث بنظره ولا ( بقياسه ) هذا معنى الترجمة; لأنه - عليه السلام - حدثهم حديثا عن الله تعالى لا يبلغه [ ص: 80 ] قياس ولا نظر، وإنما هو توقيف ووحي، وكذلك ما حدثهم به من سنته - عليه السلام - فهو عن الله تعالى أيضا; لقوله تعالى: وما ينطق عن الهوى [ النجم: 3 ] وقال - عليه السلام - : "أوتيت الكتاب ومثله معه". فقال أهل العلم: أراد بذلك السنة التي أوتي.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه سؤال الطلاب للعالم أن يجعل لهم يوما يسمعون منه عليه العلم، وإجابة العالم إلى ذلك، وجواز الإعلام بذلك المجلس للاجتماع فيه.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ( "ما من امرأة تقدم بين يديها ثلاثة من الولد إلا كانوا حجابا من النار" ). يعني: بتقديمها إياهم، ورواه في الجنائز بزيادة "لم يبلغوا الحنث". أي: لم يبلغوا أن يعملوا بالمعاصي، وفي حديث آخر: "فلا يلج النار إلا تحلة القسم" وقول المرأة - وليس هي من أهل اللسان - دليل أن تعلق هذا الحكم على الثلاث لا يدل على انتقائه عن أقل منهن إذ لو دل على ذلك لما سألته، وقد سلف في الرقاق من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا "يقول الله تبارك وتعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة" قال بعض العلماء: فدخل في هذا الحديث المصيبة بالولد الواحد، وقد أسلفنا فيما مضى رواية أنه روي: واحد.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية