الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [112 ] بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون

                                                                                                                                                                                                                                      "بلى" إثبات لما نفوه من دخول غيرهم الجنة "من أسلم وجهه لله" من أخلص نفسه له لا يشرك به غيره . وإنما عبر عن النفس بالوجه ، لأنه أشرف الأعضاء ، ومجمع المشاعر ، وموضع السجود ، ومظهر آثار الخضوع . أو المعنى : من أخلص توجهه وقصده ، بحيث لا يلوي [ ص: 225 ] عزيمته إلى شيء غيره "وهو محسن" في عمله ، موافق لهديه صلى الله عليه وسلم ، وإلا لم يقبل ، ولذا قال صلى الله عليه وسلم : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » رواه مسلم فله أجره عند ربه وهو عبارة عن دخول الجنة . وتصويره بصورة الأجر للإيذان بقوة ارتباطه بالعمل . "ولا خوف عليهم" من لحوق مكروه "ولا هم يحزنون" من فوات مطلوب . والجمع في الضمائر الثلاثة باعتبار معنى "من" كما أن الإفراد في الضمائر الأول باعتبار اللفظ .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية