الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( باب ما لا يستنجى به لنجاسته ) 113 - ( عن ابن مسعود قال : { أتى النبي صلى الله عليه وسلم الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار فوجدت حجرين والتمست الثالث فلم أجد فأخذت روثة فأتيته بها فأخذ الحجرين وألقى الروثة ، وقال : هذه ركس } . رواه أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وزاد فيه أحمد في رواية له " ائتني بحجر " )

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            قوله : ( فلم أجد ) في رواية للبخاري ( فلم أجده ) والضمير للحجر . قوله : ( فأخذت روثة ) زاد ابن خزيمة في رواية له في هذا الحديث أنها كانت روثة حمار ، ونقل التيمي أن الروث مختص بما يكون من الخيل والبغال والحمير .

                                                                                                                                            قوله : ( وألقى الروثة ) استدل به الطحاوي على عدم وجوب الثلاث ، وقد سبق الرد عليه برواية أحمد المذكورة ههنا في باب إلحاق ما كان في معنى الأحجار

                                                                                                                                            قوله : ( هذه ركس ) الركس بكسر الراء وإسكان الكاف قيل : هي لغة في رجس . ويدل عليه رواية ابن ماجه وابن خزيمة [ ص: 129 ] في هذا الحديث فإنها عندهما بالجيم . وقال ابن بطال لم أر هذا الحرف في اللغة يعني ركسا ، وتعقبه أبو عبد الملك بأن معناه الرد من حالة الطهارة إلى حالة النجاسة . قال الله تعالى : { أركسوا فيها } أي ردوا . قال الحافظ : ولو ثبت ما قال لكان بفتح الراء يقال : ركسه ركسا إذا رده .

                                                                                                                                            وفي رواية الترمذي : " هذا ركس " يعني نجسا . وأغرب النسائي فقال : الركس : طعام الجن ، قال الحافظ : وهذا إن ثبت في اللغة فهو مزيح للإشكال .

                                                                                                                                            وفي القاموس : الركس : رد الشيء مقلوبا وقلب أوله على آخره وشد الركاس وهو حبل يشد في خطم الجمل إلى رسغ يديه فيضيق عليه فيبقي رأسه معلقا ، وبالكسر : النجس انتهى ، وقد ذكر الشاذكوني أن في الحديث تدليسا وقال : إنه لم يسمع في التدليس بأخفى منه ، وقد رده في الفتح فليرجع إليه . والحديث يدل على المنع من الاستجمار بالروثة وقد تقدم الكلام عليه .




                                                                                                                                            الخدمات العلمية