الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن سورة السجدة

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى : تتجافى جنوبهم عن المضاجع

حدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق قال : حدثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ بن جبل في قوله : تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير ، فقلت : يا نبي الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال : لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله [ ص: 221 ] عليه ، تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال : ألا أدلك على أبواب من الخير ؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل ، ثم قرأ : تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ : جزاء بما كانوا يعملون ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ قلت : بلى يا رسول الله قال : رأسه الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ، ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت : بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه فقال : اكفف عليك هذا قلت : يا رسول الله إنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال : ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟ .

وحدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق قال : حدثنا الحسن بن أبي الربيع قال : حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال : تلا قتادة : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين قال : قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وروى أبو إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله قال : ( للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) ، ثم تلا : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين

وروي عن مجاهد وعطاء : تتجافى جنوبهم عن المضاجع قالا : ( العشاء الآخرة ) . وقال الحسن : تتجافى جنوبهم عن المضاجع ( كانوا ينتفلون بين المغرب والعشاء ) . وقال الضحاك في قوله : يدعون ربهم خوفا وطمعا ( إنهم يذكرون الله بالدعاء والتعظيم ) . وقال قتادة : ( خوفا من عذاب الله وطمعا في رحمة الله ) ومما رزقناهم ينفقون ( في طاعة الله ) .

آخر سورة السجدة .

التالي السابق


الخدمات العلمية