الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 186 ] باب الخاء والصاد وما يثلثهما

                                                          ( خصف ) الخاء والصاد والفاء أصل واحد يدل على اجتماع شيء إلى شيء . وهو مطرد مستقيم . فالخصف خصف النعل ، وهو أن يطبق عليها مثلها . والمخصف : الإشفى والمخرز . قال الهذلي :


                                                          حتى انتهيت إلى فراش عزيزة سوداء روثة أنفها كالمخصف

                                                          يعني بفراش العزيزة عش العقاب .

                                                          ومن الباب الاختصاف ، وهو أن يأخذ العريان على عورته ورقا عريضا ، أو شيئا نحو ذلك ، يستتر به . والخصيفة : اللبن الرائب يصب عليه الحليب .

                                                          ومن الباب ، وإن كانا يختلفان في أن الأول جمع شيء إلى شيء مطابقة ، والثاني جمعه إليه من غير مطابقة ، قولهم حبل خصيف : فيه سواد وبياض . قال بعض أهل اللغة : كل ذي لونين مجتمعين فهو خصيف . قال : وأكثر ذلك السواد والبياض . وفرس أخصف ، إذا ارتفع البلق من بطنه إلى جنبيه .

                                                          ومن الباب الخصفة ، وهي الجلة من التمر ; وتكون مخصوفة . قال :


                                                          تبيع بنيها بالخصاف وبالتمر

                                                          ومن الذي شذ عن هذه الجملة قولهم للناقة إذا وضعت حملها بعد تسعة أشهر : خصفت تخصف خصافا ; وهي خصوف .

                                                          [ ص: 187 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية