الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم ؛ معناه: "ساءه مجيئهم"؛ لأنهم استضافوه؛ فخاف عليهم قومه؛ فلما مشى معهم قليلا قال لهم: "إن أهل هذه القرية شر خلق الله"؛ وكان قد عهد إلى الرسل ألا يهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط ثلاث مرات .

                                                                                                                                                                                                                                        ثم جاز عليهم بعد ذلك قليلا؛ ورد عليهم القول؛ ثم فعل ذلك ثالثة؛ ومضوا معه؛ سيء بهم ؛ أصله: "سوئ بهم"؛ من "السوء"؛ إلا أن الواو أسكنت؛ ونقلت كسرتها إلى السين .

                                                                                                                                                                                                                                        ومن خفف الهمزة قال: "سي بهم"؛ وضاق بهم ذرعا ؛ يقال: "ضاق زيد بأمره ذرعا"؛ إذا لم يجد من المكروه في ذلك الأمر مخلصا؛ وقال هذا يوم عصيب ؛ [ ص: 67 ] أي: شديد؛ فلما أضافهم؛ مضت امرأته - عجوز السوء -؛ فقالت لقومه: إنه استضاف لوطا قوم؛ لم أر أحسن وجوها منهم؛ ولا أطيب رائحة؛ ولا أنظف ثيابا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية