الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - والعرضي بخلافه . وهو لازم وعارض .

            فاللازم : ما لا يتصور مفارقته . وهو لازم للماهية بعد فهمها كالفردية للثلاثة والزوجية للأربعة .

            ولازم [ في الوجود ] خاصة ، كالحدوث للجسم والظل له .

            والعارض بخلافه وقد لا يزول ، كسواد الغراب والزنجي . وقد يزول ، كصفرة الذهب .

            [ ص: 75 ]

            التالي السابق


            [ ص: 75 ] ش - العرضي بخلاف الذاتي ، وهو : ما يمكن فهم الذات قبل فهمه . وهو ينقسم إلى لازم وعارض ; لأنه [ إن ] لم يمكن مفارقته عن الشيء ، فهو : اللازم ، وإلا فهو : العارض .

            قوله : " فاللازم ما لا يتصور مفارقته " أي لا يمكن انفكاكه .

            واللازم قسمان : لازم للماهية بعد فهمها ، أي يلزم فهمه بعد فهم الماهية من حيث هي هي ، كالفردية للثلاثة ، والزوجية للأربعة ; فإنه يلزم فهم الفردية بعد فهم ماهية الثلاثة وكذا الزوجية للأربعة .

            وإنما قال : " بعد فهمها " ليخرج عنه الذاتي ، وإن كان لا حاجة إليه; لأنه خرج بقيد العرضي ، إلا أنه ذكره تأكيدا .

            ويمكن أن يقال : خرج بقوله : " بعد فهمها " لازم الماهية في الوجود; فإنه لا يلزم فهمه بعد فهمها .

            ولازم في الوجود ، أي يلزم الماهية في الوجود ، ولا يلزمها في الفهم والتصور . ولهذا قال : " خاصة ، كالحدوث للجسم " ; فإنه يلزمه في الوجود ، ولا يلزم فهمه بعد فهم [ الجسم ] . ولذلك اختلف في حدوث الجسم بعد تصوره .

            [ ص: 76 ] وكالظل للجسم ; فإنه لازم لماهية الجسم في الوجود ، لا في الفهم .

            والفرق بين المثالين أن الأول لازم للجسم في الوجود من غير اعتبار شرط . والثاني لازم له في الوجود بشرط أن يكون كثيفا مقابلا للمضيء ; لأنه لو لم يقيد بذلك لكان عرضيا مفارقا . ، ولا يمنع أن يكون العرضي باعتبار لازما وبدونه مفارقا ، بخلاف اللازم وهو ما يمكن مفارقته عن الشيء ، وإن لم يفارق أبدا ; لأن دوام الثبوت لا ينافي إمكان السلب .

            والعرضي المفارق قد لا يزول ، [ سواء عرض بعد وجود ] المعروض ، كسواد الغراب ، أو مع وجوده ، كسواد الزنجي . وقد يزول ، كصفرة الذهب .




            الخدمات العلمية