الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: والسابقون الأولون فيهم ستة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنهم الذين صلوا إلى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله أبو موسى الأشعري ، وسعيد بن المسيب ، وابن سيرين ، وقتادة .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنهم الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان ، وهي الحديبية ، قاله الشعبي .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أنهم أهل بدر ، قاله عطاء بن أبي رباح .

                                                                                                                                                                                                                                      والرابع: أنهم جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حصل لهم السبق بصحبته .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد بن كعب القرظي: إن الله قد غفر لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأوجب لهم الجنة محسنهم ومسيئهم في قوله: والسابقون الأولون

                                                                                                                                                                                                                                      والخامس: أنهم السابقون بالموت والشهادة ، سبقوا إلى ثواب الله تعالى ، وذكره الماوردي .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 491 ] والسادس: أنهم الذين أسلموا قبل الهجرة ، ذكره القاضي أبو يعلى .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: من المهاجرين والأنصار قرأ يعقوب: "والأنصار" . برفع الراء .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: والذين اتبعوهم بإحسان من قال إن السابقين جميع الصحابة ، جعل هؤلاء تابعي الصحابة ، وهم الذين لم يصحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد روي عن ابن عباس أنه قال: والذين اتبعوهم بإحسان إلى أن تقوم الساعة .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قال: هم المتقدمون من الصحابة ، قال: هؤلاء تبعوهم في طريقهم ، واقتدوا بهم في أفعالهم ، ففضل أولئك بالسبق ، وإن كانت الصحبة حاصلة للكل . وقال عطاء: اتباعهم إياهم بإحسان: أنهم يذكرون محاسنهم ويترحمون عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: تجري تحتها الأنهار قرأ ابن كثير: "من تحتها" فزاد "من" وكسر التاء الثانية .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: رضي الله عنهم يعم الكل . قال الزجاج : رضي الله أفعالهم ، ورضوا ما جازاهم به .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية