الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا ؛ وجواب الشرط ههنا متروك؛ المعنى: "إن كنت على بينة من ربي أتبع الضلال"؛ فترك الجواب لعلم المخاطبين بالمعنى؛ وقد مر ما ترك جوابه لأنه معلوم؛ وشرحه في أمكنته.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ورزقني منه رزقا حسنا ؛ أي: حلالا؛ وقيل: "رزقا حسنا": ما وفق له من الطاعة؛ وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ؛ أي: لست أنهاكم عن شيء وأدخل فيه؛ وإنما أختار لكم ما أختار لنفسي؛ ومعنى "ما أخالفك إليه"؛ أي: "ما أقصد بخلافك القصد إلى أن أرتكبه"؛ إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ؛ أي: بقدر طاقتي؛ وقدر طاقتي إبلاغكم؛ وإنذاركم؛ ولست قادرا على إجباركم على الطاعة؛ ثم قال: [ ص: 74 ] وما توفيقي إلا بالله ؛ فأعلم أنه لا يقدر هو ولا غيره على الطاعة؛ إلا بتوفيق الله؛ ومعنى " إليه أنيب " ؛ إليه أرجع.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية