الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 451 ] سئل الشيخ رحمه الله ما صورته :

ما تقول السادة العلماء أئمة الدين -رحمهم الله أجمعين- في عرب البادية ، الذين كل سنة يقصدون إلى قرب الحجاز في أهلهم وبيوتهم وجميع مالهم ، وقت يجدون في السير ، ووقت يقيمون ، ووقت يكون سيرهم سهلا ، فهل يحل لهم قصر في جميع ذلك أو في شيء منه ؟ أو قصر في وقت دون وقت فيما يحل ؟ وهم كل عام يكون هذا دأبهم ، في كل سنة يكون مدة رحيلهم ثمانية شهور أو تسعة شهور ، وجميع مقامهم في الشام كل عام ثلاثة شهور ، وإن كثر أربعة . أفتونا وبينوا رحمكم الله تعالى .

فأجاب الشيخ رحمه الله تعالى بما صورته :

الحمد لله . هؤلاء إذا سافروا من أهليهم في جهاد أو سفر إلى السلطان أو لحمل حنطة أو غير ذلك قصروا الصلاة ، وأما إذا كانوا مع أهليهم يطلبون الماء والمرعى ، أي موضع وجدوه أصلح لهم أقاموا به لم ينتقلوا منه إلى غيره ، فهذا هو مقامهم فلا يقصرون الصلاة . مثل ذلك مثل ما يكونون منتقلين بأرض الشام أو أرض نجد ، وإذا ارتحلوا من الشام إلى نجد سفرا مستمرا من غير إقامة كانوا مسافرين أيضا . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية